(العتمة) بلعت 400 مليار ليرة دعم كهرباء؟!

خصصت الموازنة العامة لعام 2015 مبلغ 413 مليار ل.س لدعم الكهرباء، التي تعتبر تكاليف الوقود تفوق 80% من تكاليفها، فكم استهلكت الكهرباء وقوداً، وكم أنفقت الحكومة على وقود الكهرباء؟ هل احتاجت إلى هذا الدعم فعلاً؟!

كلا.. في الجدول المرفق تتبين كميات استهلاك الوقود لمحطات الكهرباء في عام 2015، وتكاليفها بالليرة السورية..

*أرقام التكلفة من تقديرات قاسيون السابقة لتكاليف استيراد الوقود الوسطية في عام 2015

الدعم المخصص للكهرباء بلغ 413 مليار ليرة في عام 2015، بينما مجمل تكاليف الوقود المخصص للكهرباء هو 224 مليار ليرة! فأين ذهب هذا الدعم، ومن حصل عليه؟! ولماذا لم تستورد بقيمته كميات إضافية لتشغيل المحطات؟!

إرادة (تعتيم العيشة)!

محطات توليد الكهرباء متوقفة لسبب تسميه الجهات المسؤولة عن إدارتها (عدم الحاجة) بينما لم تتوقف للطوارئ إلا فترات قليلة، ونستيطع القول بأنها تتوقف بسبب عدم توفر الوقود، ولكن سبب عدم توفر الوقود هو لا يعود إلا لأسباب التقشف، وعدم صرف المبالغ المخصصة للمحروقات في الموازنة العامة للدولة، أي أنه تقشف متعمد، فدعم الكهرباء المعلن 413 مليار ليرة، بينما تكلفة مجمل وقود الكهرباء 224 مليار ليرة في عام 2015!

وعليه فإن تقنين الكهرباء، وكل ما ينجم عنه من تأثيرات في مستوى معيشة السوريين، وإنتاجهم الاقتصادي، ما من سبب له إلا الفشل الكامل لأصحاب القرار الاقتصادي بتأمين الوقود، الذي تتوفر الأموال العامة للتزود به، وتتوفر العلاقات الدولية التي تسمح بتأمينه، ولكن لا تتوفر الإرادة في إنجاح قطاع الكهرباء، وتجاوزه لأزمته أو حتى تحسن الوضع الكهربائي نسبياً، لأسباب لا يعلمها إلا كل من يريد أن يزيد أيام السوريين ولياليهم عتمة!