مع بداية فترة الامتحانات  العلامات (حقها مصاري)..
ماهر درويش ماهر درويش

مع بداية فترة الامتحانات العلامات (حقها مصاري)..

دخل طلاب الشهادتين الأساسية والثانوية عطلة التحضير للامتحانات التي ستبدأ في 15 حزيران للاعدادية, و29 حزيران بالنسبة للثانوية, حيث انقطع الطلاب عن مدارسهم بسبب بداية عطلة الامتحان الرسمية وبدأ وقت الجد ومصاريفه..

قاسيون كانت قد احتسبت تكاليف التعليم الشهرية على الأسرة وفق شروط التكلفة الخاصة بحدودها الدنيا بمعدل درس خاص  واحد اسبوعياً للطالب المدرسي، ودورة فصيلة جامعية، إلا أن فترة الامتحانات وتكاليفها تفرض إعادة النظر بالتكلفة الفعلية بناءً على معطيات الواقع.

 

الكثير من المدارس العامة الحكومية لا تلتزم بالموعد المحدد, بل يستمر (العرف) الاجتماعي الذي بدأ يظهر منذ أقل من عشر سنوات بخروج طلاب الشهادات إلى مرحلة القطع بعد انتهاء الشهر الثالث من العام تقريباً، وفي بعض المدارس منذ بداية الفصل الثاني، وذلك ليبدأ الطلاب جولات (التعليم الجدي) في الدورات والدروس الخاصة، ويبدأ أغلب المدرسين تحصيل مصدر دخلهم الحقيقي.. لتتحول المدارس بالنسبة للكثير من الطلاب والمدرسين وتحديداً لدى الشهادات إلى ما يشبه (فسحة تعارف وعلاقات) للتعليم الخاص الذي أصبح معظمه خارج المدارس العامة وتحديداً للشهادات..

السباق مع العلامة والمعدل

ازداد إلى حد كبير خلال الأزمة عدد السوريين الذين أخرجوا تكاليف التعليم من حساباتهم، لأن تأمين لقمة العيش يفرض خروج الأولاد لسوق العمل وتعلم المهن، أما من بقي مصراً وقادراً على إتمام تعليم أولاده فهو يعتبر أن فترة امتحانات الشهادات هي فترة (استثمار ضرورية)، لأن الهدف دخول التعليم العامي، بعد تدهور المهني، بالنسبة لشهادة الاعدادية، والهدف دخول الجامعات الحكومية وتجنب تكاليف الموازي والمفتوح بالنسبة لطلاب الثانوية، في سباق حامٍ بين الطلاب والمعدلات القياسية لدخول الجامعات، في ظل تراجع التعليم العام..

وهذا الواقع يجعل تكاليف الدروس الخصوصية أمراً واقعاً، لا بديل عنه لأغلب الطلاب وأسرهم.

الدروس الخصوصية مصدر رزق

أجور المعلمين التي تبلغ أيضاً 26500 ليرة وسطياً، تزداد قليلاً وفق الأقدمية، هي المحدد الرئيسي الذي يدفع الجميع طلاباً ومدرسين إلى هذه (المعمعة)، بالإضافة إلى الشروط غير المحققة في صفوف المدارس العامة من حيث عدد الطلاب، تحديداً، حيث يعتبر الأداء الأعلى للمدرس في درسه الخاص، الذي يتقاضى على ساعته 1000 ليرة حداً أدنى، بالإضافة إلى العدد القليل للطلاب في الدرس الخاص وهي الميزات الرئيسية عن حصة التعليم العام.

التكلفة قبل الامتحان 

وخلاله ومستلزماته

الدورة المكثفة لطلاب الشهادات التي تبدأ خلال فترة القطع، والتي تتراوح مدتها بين 30-40 يوماً أصبحت جزءاً أساسياً من تكلفة التعليم، وسنقيس تكلفتها بالاعتماد على أرقام وبيانات المعاهد والمدارس، وفق وسطي مناطق دمشق المتباينة طبقياً، يضاف إليها كلفة الجلسات الامتحانية الأخيرة قبل تقديم امتحان كل مادة، والتي لها تسعيرتها الخاصة، وثالثاً  تأتي كلفة المطبوعات التي تتضمن الملخصات وأسئلة الدورات والنماذج.

تفاوت التكلفة

 بين العفيف ودف الشوك

تتباين تكلفة الدورات وفق منطقة المعهد، وبالتالي مستوى دخل رواده!، فتكلفة الدورة المكثفة لشهادة التعليم الأساسي للمواد كافة في المعهد الكائن في العفيف مثلا هو 52500 ل.س في حين أن تكلفة الدورة نفسها في عشوائيات دف الشوك تبلغ 26000 في حين أن نقابة المعلمين تقيم الدورة نفسها بإحدى المدارس الحكومية بمبلغ 9000 ل.س، ودورة اتحاد الشبيبة بـ 7000 ل.س في حين ترتفع التكلفة للشهادة الثانوية الفرع العلمي في منطقة العفيف لـ 75000 وتنخفض في البرامكة إلى 54000 وأرخصها في دف الشوك 36000 وتعتبر مادتي الرياضيات والفيزياء هي الأعلى تكلفة في الفرع العلمي، فيما تتصدر مادتي العربي والفلسفة التكلفة في الفرع الأدبي .

والتكلفة الوسطية لتكاليف هذه المعاهد تبلغ 25500 ليرة للدورة المكثفة للمرحلة الأساسية، بينما تبلغ وسطياً 33 ألف ليرة في الثانوي الأدبي، و40 ألف ليرة في الثانوي العلمي.

الحصص في سوق التعليم الخاص

حصة المدرسين في هذه المعاهد من عوائد الدورات، تتباين  في سوق التعليم الخاص، فإذا كان اسم المعهد وموقعه وخدماته هو الأكثر رواجاً، وإدراراً للدخل تتقلص حصة المدرسين إلى الربع من دخل الدروس التي يعطونها، أما إذا كان المدرس وشهرته هو رافعة المعهد فإنه يستطيع أن يفاوض على 50% من العائد أو أكثر من ذلك!.

ويبقى (المدرس الجوال)، الذي يعطي طلابه في منازلهم أكثر استقلالاً عن المعاهد ودخله لا يقاسمه عليه أحد، ولكن يدفع ثمنه جهد الانتقال من طالب إلى آخر..

في واقع سوقي أصبح يشبه كل شيء عدا مجانية التعليم، وأحقيته للجميع، التي تصدح بها الحكومة بين الحين والآخر، مكررة أرقام إنفاقها على الطالب ومعتبرة إياه دعماً!. 

للعشوائيات أيضا معاهدها

تبقى المعاهد الصغيرة (بيت الطالب) أو (بيت الوظيفة) المنتشرة في الأماكن الشعبية والعشوائيات هي الملاذ الأول والوحيد للطبقة الأقل دخلا حيث تتقاضى هذه المعاهد مبالغ تعتبر بالمقارنة مع المعاهد الأخرى زهيدة فالطالب يدفع قسطاً شهرياً بحدود 2500 إلى 4000 حسب مرحلته الدراسية طوال أشهر الفترة الدراسية وذلك مقابل المتابعة اليومية لدراسته ووظائفه التي يتلقاها بمدرسته، ولا يترتب عليه أي مبلغ اضافي أثناء الامتحانات أو قبلها إلا إذا التحق بالمعهد خلال فترة الامتحان فعليه أن يدفع القسط الشهري مضافاً إليه 50% من القسط نفسه.

شهادتان في المنزل 

وتكلفة 42 ألف ليرة لثلاثة مواد فقط!

 

بافتراض أن إحدى الأسر السورية من أصحاب الأجر، لديها طالبين تاسع وبكالوريا في العام الواحد، فما حجم التكلفة خلال الشهرين، بفرض أن الطالبين احتاجا إلى دورات مكثفة، وجلسات امتحانية في ثلاثة مواد فقط، لكل منهما، مع المطبوعات.

فتكون التكلفة الإجمالية لطالب تاسع 16950 ليرة، بينما التكلفة الإجمالية لطالب البكالوريا العلمي فهي 24600 ليرة، أما إذا احتاج الطالبان إلى دورات مكثفة في ست مواد رئيسية لكل منهما، فإن التكلفة تصل إلى 33 ألف للتاسع، و49 ألف للبكالوريا العلمي.

أي أن الأسرة تتكلف على ثلاثة مواد لطالبين ما مجموعه 42 ألف ليرة تقريباً خلال شهري نيسان وأيار فقط، بينما إذا احتاج الطالبان لست مواد فإن التكلفة تصل إلى 82 ألف ليرة..

آخر تعديل على السبت, 16 نيسان/أبريل 2016 14:04