هامش منخفض للربح.. ومرتفع للتكلفة!
يقدم الإنتاج الصناعي العام من خلال شركة كابلات دمشق، نموذجاً يوضح كيف أن هدف الربح الأقصى الذي يحكم عمل القطاع الخاص، ليس شرطاً ضرورياً لاستمرار الإنتاج، بل قد يكون عائقاً فالكابلات تعمل بهامش ربح منخفض 10% وسطياً من المبيعات حيث إن الربح 1,1 مليار، والمبيعات 10,1 مليار ليرة، يستطيع أن يؤمن استمرار العمل، محققاً إيرادات تعيد الكلف، مع هامش ربح، ويؤمن للجهات العامة التي تستهلك الكابلات النحاسية (الكهرباء-الدفاع- الاتصالات..) مسلتزماتها بكلف أقل..
إلا أنه ينبغي الانتباه إلى أن هامش الربح المنخفض هذا يمنع الشركة من توسيع أعمالها، ويتطلب من الحكومة أن تقوم بهذه المهمة، أي تزويد الشركة بإنفاق استثماري للتوسيع السنوي.
وكما تقدم الشركة نموذجاً في العمل دون هدف الربح الأقصى، عليها أن تقدم نموذجاً بحصة أجور عمالها من مجمل المبيعات..
حيث أن كتلة الأجور في المعمل لحوالي 400 عامل، تبلغ 22 مليون ليرة شهرياً بين الأجور والحوافز والتعويضات، أي حوالي: 264 مليون ليرة سنوياً، وهي نسبة 2% فقط من المبيعات البالغة 10,1 مليار ل.س.
يحصل عمال الكابلات على توزيع سنوي من الأرباح نسبته القانونية هي 10% أي يفترض أن تصل في العام الحالي إلى حوالي: 110 مليون ليرة، بوسطي 275 ألف ل.س لعامل، وكتلة الأجور الإجمالية يجب أن تكون: 374 مليون ل.س
ومع ذلك تبقى حصة أجور العمال والإدارة العامة من مجمل المبيعات تقريباً 4% فقط!.
وتعود كتلة الأجور المنخفضة إلى سياسة الأجور السورية، التي لا تربط الحد الأدنى للأجور بمتطلبات مستوى المعيشة، وتضع سقفاً للرواتب، حيث تبدأ رواتب كافة الفئات بمبالغ أصبحت غير قادرة على تأمين الغذاء الضروري الشهري للعامل بمفرده دوناً عن أسرته ومن يعيل!.
بناء على ما سبق فإن التكاليف والمستلزمات هي التي تحصل على الجزء الأكبر من عوائد البيع، وهو ما يجعل تخفيض التكاليف مهمة رئيسية لزيادة إنتاجية المعمل وإتاحة توسيع هامش ربحه وبالتالي توسيع إنتاجه سنوياً!.
فهل يتم استيراد النحاس بأقل الطرق تكلفة أي دون وسطاء ومن مراكز بيعه العالمية الأقل تكلفة، حيث أن كلاً من روسيا والصين وإيران من الدول المتقدمة في إنتاج وتصدير النحاس ما يزيد احتمالات توقيع العقود والتسهيلات دون وسطاء، وألا ينبغي تخفيف كلف استهلاك المعمل من الوقود للمولدات، وتقليص خسائره من انقطاع الكهرباء، عبر إيصالها من الخط الساخن، الذي حصلت كهرباء ريف دمشق على تكلفة إيصاله من الكابلات ولم يصل لليوم! أو عبر إيجاد حل جذري لمشكلة تأمين الكهرباء للصناعة على الأقل في منطقة صناعية مثل (حوش بلاس) حيث يتواجد معمل الكابلات وغيره من المنشآت الصناعية العامة والخاصة!.