68 ألف ل.س شهرياً تحتاجها الأسرة السورية.. لانتشالها من الفقر المدقع!
ارتفاعات الأسعار التي تتوالى في الظروف الحالية، تعتبر واحدة من أثقل الأعباء التي تراكمت خلال الأزمة على من تبقى من السوريين داخل البلاد، وفي المناطق الآمنة نسبياً. هذه الأسر التي أصبحت تقدر وسطياً بحوالي 3 مليون أسرة، وحوالي 15 مليون سوري بعد التصريحات حول نزوح 5 مليون سوري إلى الدول المجاورة، وحوالي 2 مليون ممن (هاجروا طوعاً)!.
هذه الأسر الموجودة داخل البلاد اليوم واقعة في دوامة التوفيق الصعب بين الأجور المثبتة عند مستويات متدنية، مقابل الأسعار المحررة والمنفلتة من عقالها. هذين المعطيين أي الأجور والأسعار يحددان واقع الفقر بالمعنى الأولي له، المرتبط بالقدرة على دفع ثمن الحاجات الضرورية. التصريحات الدولية أشارت إلى وصول نسبة الفقر بين السوريين إلى 90%، والمقارنات المنطقية بناء على الأجور والأسعار المحلية، تجعل هذه النسبة قريبة إلى الواقع..
(قاسيون) تجري تقديراً للفقر المدقع، المحدد بالحاجات الأكثر ضرورة، وذلك بمناسبة افتتاح الحكومة للعام الجديد، بموجة ارتفاعات الأسعار التي ستؤدي إلى ارتفاع كبير في تكاليف معيشة السوريين اليومية، والأرقام توضح أن مجمل الأسر السورية التي يعيلها أصحاب الأجور، بأجورهم الوسطية البالغة 20 ألف ل.س، يعيشون واقعاً شديد القسوة من التقشف القسري، الذي لا ينتج عن الحرب فقط، بل عن دور منتهزيها من حيتان السوق المستفيدين من السياسات الحكومية المتوافقة مع مصالحهم.
خط الفقر المطلق الجديد:
يتحدد الفقر المدقع، أو الفقر المطلق، بحسب معيار الأمم المتحدة النظري، بقدرة الدخل على تأمين 6 حاجات ضرورية هي الغذاء، المسكن، النقل، الملبس، الصحة، التعليم.
قاسيون قدرت متطلبات الإنفاق على هذه الحاجات الضرورية في سورية خلال الأزمة، وكانت النتيجة في شهر 5-2014، بأن الأسرة السورية المكونة من 5 أشخاص تحتاج إلى مبلغ 52000 ل.س شهرياً، لتخرج من الفقر المطلق.
ارتفاعات الأسعار المستمرة في 2014، والتي كان آخرها رفع أسعار 4 مواد من ضمنها الخبز- المازوت- والغاز المنزلي، بالإضافة إلى الفيول في العام الحالي، أدت إلى ارتفاع هام في تكاليف الإنفاق على الحاجات الضرورية الست. وتحديداً أن تغيرات أسعار المازوت تؤثر مباشرة على نفقات النقل، وتؤثر بشكل غير مباشر على المستوى العام للأسعار إجمالاً وفق معادلة محسوبة مسبقاً ومعتمدة أكاديمياً في سورية ، وتفيد المعادلة بأن ارتفاع المازوت بنسبة 1% يؤدي إلى ارتفاع المستوى العام للأسعار بنسبة 0,4%. لذلك فإن احتساب خط الفقر المطلق مجدداً يصبح ضرورة الآن، وتحديداً أن أسعار المازوت ارتفعت بنسبة 108%، بين شهري 5-2014 و 1-2015 من 60 ل.س/ لليتر إلى 125 ل.س، ما يؤدي إلى رفع المستوى العام للأسعار بنسبة 43% على أساس المعادلة الموضوعة بناء على معطيات الاقتصاد السوري قبل الأزمة، وبالتالي تحتاج إلى مراجعة بناء على الظروف الحالية، قد تؤدي إلى زيادة تأثير المازوت على المستوى العام للأسعار.
سورية 2015: 30 ألف ليرة الحد الضروري للغذاء الشهري لـ 5 أشخاص!
يحتاج معيل الأسرة السورية إلى ما يزيد عن 10 آلاف ل.س زائدة عن دخله المتوسط، ليقدم الغذاء الضروري فقط لكل فرد من أسرته، وهو الذي كان يعيل قبل الأزمة خمسة أشخاص بأجره وفق الإحصائيات الرسمية، وأصبح يعيل اليوم أكثر من 6 أشخاص في ظروف الأزمة.
فمبلغ 30900 ل.س، هو الحد الشهري الذي تحتاجه الأسرة السورية المكونة من 5 أشخاص الموجودة داخل سورية، في المناطق الآمنة نسبياً، كالعاصمة دمشق، لتؤمن لكل فرد من أفرادها الغذاء الضروري المقدّر بـ 2400 حريرة يومياً موزعة بين المكونات الغذائية الرئيسية..
تكاليف الغذاء الضروري لفرد في شتاء 2015
حاجة الفرد اليومية الضروري من الغذاء حوالي 2400 حريرة:
1275 حريرة: 12 ل.س الخبز 500 غ
75 حريرة: 21.6 ل.س البيض 50 غ
108 حريرة: 15 ل.س الجبن 25 غ
200 حريرة: 45 ل.س اللحوم (فروج)75 غ
65 حريرة: 27 ل.س الخضار 250 غ
60 حريرة: 24 ل.س الفواكه 200 غ
400 حريرة: 51 ل.س الحلويات 112 غ
280 حريرة: 10 ل.س الأرز 70 غ
بالاعتماد على بيانات مؤتمر الاتحاد العام لنقابات العمال في سورية (المؤتمر الوطني للإبداع والاعتماد على الذات).
كلفة السلة الغذائية للفرد شهرياً: 6168 ل.س
لكامل الأسرة المكونة من 5 اشخاص خلال شهر: 30900 ل.س تقريباً
13% ارتفاع خلال 8 أشهر
السلة الغذائية المذكورة كانت تكلفتها منذ ثمانية أشهر، أي في شهر 5-2014: 27390 ل.س. أي أنها ارتفعت مع بدايات عام 2015 بمقدار 13%.
والمواد التي ارتفعت بشكل رئيسي هي: الفروج- البيض- الخبز- الحلويات. بينما تنخفض أسعار خضار الشتاء عن خضار الشهر الخامس، وكذلك الأمر بالنسبة للفواكه التي تتركز شتاءً في الحمضيات والتفاح.