حمضيات اللاذقية.. خسارة 12 ليرة بالكيلو!
غسان القاضي غسان القاضي

حمضيات اللاذقية.. خسارة 12 ليرة بالكيلو!

في كل عام تتجدد مشكلة التسويق عند مزارعي الحمضيات بسبب ترك هذا المحصول لقانون العرض والطلب وتلاعب التجار بكل حلقاتهم ودون أن يكون للمستهلك أي مصلحة لأنه يصل إليه بأضعاف ما يبيعه المزارع للتجار.

بورصة تكاليف الإنتاج

قُدرت تكاليف إنتاج /1/ كغ من الحمضيات عام 2010 بـ /8/ ل.س بحسب مديرية التسويق في وزارة الزراعة. وبمقارنة هذه التكاليف المذكورة أعلاه بتكاليف هذا العام لمستلزمات الإنتاج من «أسمدة وأدوية وأجور ووقود...الخ» نجد أن هذه التكاليف قد تضاعفت  3- 4 مرات عن السابق.
وإذا كان كل /1/ كغ يكلف من القطاف إلى التاجر في سوق الهال حوالي /14/ ل.س موزعة كما يلي: (8.5 ل.س ثمن عبوة + 2 ل.س أجور قطاف  + 2 ل.س أجور نقل +1.5 ل.س عمولة تاجر سوق الهال)
يصبح الحد الأدنى لكلفة /1/ كغ من الحمضيات حوالي 37 ل.س.

سوق اللاذقية هذا العام..

كانت متوسطات الأسعار كما يلي:
مجموعة اليوسفي (كلمنتين + ساتزوما  + هجن= /25/ ل.س)
مجموعة الحامض (ليمون + ماير / 45  + 20/)
مجموعة البرتقال (يافاوي + فالنسيا + أصناف البلدي أقل من 10 ل .س).
بالنتيجة متوسط  الأسعار في أسواق الجملة كان 25 ل.س.
وهو أقل من سعر التكلفة بحوالي 12 ل.س. أي وسطي السعر يؤدي إلى بيع بخسارة 12 ل.س/للكغ، وهي نسبة 32% من التكلفة!.

خسارات لأكثر من 383 ألف عائلة

هذا ما يعانيه المزارعون في اللاذقية وهذا ما يستدعي دق ناقوس الخطر إذا علمنا أن عدد مزارعي الحمضيات في محافظة اللاذقية يبلغ 38350 مزارعاً معظمهم يعتمد على هذا المحصول كدخل وحيد لأسرهم. ويعمل في هذا الموسم أكثر من خمسين ألف عامل!
مع العلم إن الحيازات الصغيرة أقل من هيكتار تشكل حوالي 90 % من الحيازات في المحافظة نتيجة صغر الحيازة، وخاصة في السهل المناسب لزراعة الحمضيات وهجوم الاستثمار العقاري عليها.
 وفي كل عام وقبل نهاية موسم التسويق وبعد معاناة وتذمر المزارعين وارتفاع أصواتهم تُشكّل اللجان وتُتخذ القرارات وتطير التوصيات ويكون المحصول قد انتهى قبل وصولها إلى وجهتها أو تنسى قبل خروجها من الاجتماع.
القرار الأخير (هدية) لذبابة الفاكهة!
وقد كان لقرار وزارة الاقتصاد هذا العام وفي مرحلة قطاف مجموعة البرتقال برفع رسم خروج البراد المحمل بالحمضيات إلى العراق 700 دولار أثر كبير على التصدير والتسويق بشكل عام حيث بقي المحصول على الشجر لأن أسعاره لا تحقق تكاليف الصندوق والقطاف فتم إهداء هذا المحصول لذبابة الفاكهة.