السكك الحديدية متوقفة في سورية ومشاريعها غير منجزة
انخفضت أرباح المؤسسة العامة للخطوط الحديدية في عام 2011 بشكل كبير، حسب النفقات والإيرادات الرسمية، بعد أن بلغت مليار و93 مليون ليرة سورية عام 2009، ويعتبر الانخفاض ترجمة لوضع السكك الحديدية حالياً من توقف لمعظم الخطوط سواء لنقل الركاب أو البضائع، فقد تعرضت معظم الخطوط لاعتداءات أدت لتدمير أجزاء من السكة وجنوح القطارات عن مسارها، فضلاً عن الإصابات ووفاة اثنين من عمال المؤسسة أثناء قيامهم بأعمال الصيانة لإصلاح الأضرار.
استهداف خط الركاب دفعنا لتوقيفه
وحول وضع الخطوط العاملة والمتوقفة، بين مدير الحركة في المؤسسة العامة للخطوط الحديدية ابراهيم خضرو إن «خط حلب – اللاذقية متوقف، وخط حلب – دمشق متوقف منذ الشهر الثامن عام 2011 بسبب ضرب جسر بين حماه- حمص على طول أكثر من 400 متر»، منوهاً «تعاقدنا مع شركة الإنشاءات العسكرية لصيانة الخطوط لكنها طلبت من المؤسسة تأمين الحماية لعناصرها ونحن غير قادرين على ذلك».
وتابع خضرو إن «محور اللاذقية – دمشق يستفاد منه بنقل المواد الإستراتيجية لكنه تعرض للضرب بتاريخ 14/ 12 على الجسر بين حمص ومحطة خربة التين، وبقينا لمدة ثلاثة أشهر غير قادرين على الوصول إليه، وعندما تمكنا منذ شهر من إنجاز بعض الصيانة تعرض للضرب بعد حمص باتجاه دمشق وتعرض لتعديات على مسافات مختلفة منه، أما محور حلب دير الزور – القامشلي، فخط خدمة الركاب توقف منذ شهر تقريباً رغم الضغط الكبير عليه، لكن استهداف الخط وجنوح القطار شكل تهديداً على حياة المواطنين، بينما توقف نقل البضائع لعدم وجود مواد لنقلها إلى المحور الشرقي من الغرب».
وأوضح خضرو إنه « أوقفنا منتصف السنة الماضية خط الركاب وأبقينا الشحن لحماية المسافرين، علماً أن الخط بين بانياس طرطوس – حلب المنطقة الشرقية هام لنقل المواد الإستراتيجية من محروقات ومحاصيل القمح، لكن تعرض الخط بين حلب- اللاذقية لعدة هجمات وضرب جسر كبير منها مع عدم القدرة للوصول إليه لمحاذاته ريف إدلب أدى لتوقفه».
تراجع في الأرباح
وفيما يتعلق بإيرادات المؤسسة العامة للسكك الحديدية فقد ارتفعت بين عام -2007 2009، ثم عاودت الهبوط بدءاً من عام 2010 لتبلغ عام 2011 ما يصل إلى 4 مليار و 916 مليون ليرة سورية، وحسب المخطط لعام 2012 أن تبلغ الإيرادات 6 مليار و 375850 مليون ليرة سورية.
وحول النفقات، يمكن اعتبارها في خط متزايد من عام 2007 إلى عام 2011، وبلغت 4 مليار و866 مليون ليرة سورية، ومن المتوقع في عام 2012 أن تصل إلى 6 مليار و86976 مليون ليرة سورية.
وسجلت أرباح المؤسسة العامة للسكك الحديدية ارتفاعاً بين عامي -2007 2009، حيث بلغت عام 2009 حوالي مليار و 93976 مليون ليرة سورية، لكنها عاودت الانخفاض بدءاً من عام 2010.
مشاريع عدة غير منتهية
وتتضمن مصفوفة مشاريع المؤسسة العامة للسكك الحديدية عدداً من المشاريع الهامة، بعضها للربط مع دول الجوار، وبعضها الآخر لتحديث الخطوط الداخلية، لكن معظم هذه المشاريع غير منته، ولم يدخل حيز التنفيذ رغم قدم تاريخ الإعلان عنه، وتختلف أسباب توقف أو بطء إنجاز هذه المشاريع بين تضارب رؤى المسؤولين حول النتيجة النهائية للمشروع وبين أساس الدراسة المنجزة وبالتالي تكون إعادة الدراسة مطلباً ضرورياً من جديد، إضافة لأثر العقوبات الاقتصادية المفروضة مؤخراً على سورية على إمكانية التنفيذ من حيث التمويل، أو قد تكون أسباب أخرى تؤدي لفسخ العقود مع الشركات الأجنبية و...
وفيما يخص مشاريع المؤسسة لتطوير السكة الحديدية وإنشاء أخرى جديدة، قال مدير متابعة شؤون النقل بالخطوط الحديدية في وزارة النقل محمد عبد الباسط الضبع إنه « توجد ثلاثة مشاريع للربط مع الدول المجاورة العراق وتركيا والأردن، إضافة لعدد من المشاريع لتأهيل وتجديد الخطوط الداخلية الواصلة بين مناطق القطر».
في تعداد المشاريع المطروحة يتضح أن ما تم تنفيذه هو فقط جسور وتقاطعات لمشروع واحد هو مشروع دمشق - درعا، والمشروع متوقف بسبب توقف العمل مع بنك الاستثمار الأوروبي (الجهة المانحة)، وتم إعادة تأهيل البنى التحتية لمشروع خط حديد المسلمية – الراعي على الحدود الشمالية، بانتظار دراسة الجدوى الاقتصادية التي تعدها تركيا لتطوير تحديث الخط بشكل كامل من المسلمية- الراعي جومان بيك- غازي عنتاب.
ومشروع تأهيل خط القامشلي – اليعربية، وتم استلام أعمال المرحلة الأولى والثانية من المشروع.
ومن بين مصفوفة مشاريع المؤسسة العامة للخطوط الحديدية السورية، مشروع الوصل مع العراق يتضمن مشروعين أولها (مشروع دير الزور – البوكمال)، كان من المتوقع الانتهاء من المشروع بالكامل ووضعه بالاستثمار نهاية الشهر العاشر من عام 2012 تبعاً للظروف.
وثانيهما مشروع تأهيل خط القامشلي- اليعربية الحدود العراقية، وتم استلام أعمال المرحلة الأولى والثانية من المشروع. أما مشروع دير الزور- تدمر- الشرقية، لخط حديدي مزدوج مكهرب، بسرعة تصميمية 250 كم/ سا لقطارات الركاب فلا تزال المؤسسة تشرف على مراحل الدراسة التي تعدها شركتان إيطالية وألمانية يتوقع انتهاؤها مع نهاية العام الحالي.
باقي المشاريع لا يزال نشاط المؤسسة يقتصر على استلام الدراسات وإعداد الإجراءات التنفيذية، وهي من أهم مشاريع الربط الداخلي مثل: مشروع تفريعة المنطقة الصناعية بحسياء- حمص، وتطوير خط حلب- اللاذقية، ومشروع حمص- طرطوس (خط ثان بين محطتي الخنساء العكاري) وغيرها..
أما مشاريع قطارات الضواحي في دمشق وضواحيها فلا يزال قيد الدراسة والتقييم..