الفضاء الاقتصادي الجديد

الفضاء الاقتصادي الجديد

يعيش الاقتصاد العالمي اليوم مرحلة مفصلية هي مرحلة احتضار لكل منظومة الرأسمال شديد التمركز، بأدواته الواسعة التي تشمل فيما تشمل منظومة التجارة الدولية، حيث تتهاوى تباعاً وفي دول «الشمال» ومراكز أبحاثه، مفاهيم احتلت الساحة الدولية طويلاً، ومن ضمنها مفاهيم « الاندماج العالمي» التي كانت وما زالت تعبر عن الاندماج في بنى تقوم على ترسيخ التبادل اللامتكافئ بين «الشمال والجنوب»، بين المتطور والنامي وهي التي قامت على أساس موضوعي هو هيمنة المركز وقدرته على عزل وتهميش القوى الصغرى..

هذا الأساس الموضوعي تغير اليوم فالمركز لم يعد يمتلك المستوى ذاته من الهيمنة، وظروف مختلفة أظهرت قوى اقتصادية مستقلة نسبياً وقادرة على فرض شروطها في عمليات الاندماج، وقادرة على بلورة فضاءات اقتصادية جديدة، تحمل معها منطقاً جديداً أيضاً في علاقاتها الاقتصادية الدولية، تتيح كسر علاقات شمال – جنوب ، باتجاهات أخرى قائمة على أسس اقتصادية ومصالح مشتركة تتيح تطور الطرفين.. ويظهر هذا في الحالة السورية بدفعنا باتجاه الشرق حيث تلتقي العوامل الموضوعية لإقليم اقتصادي مشترك تاريخياً، مع عوامل السياسة ومع ضرورات لحظة الأزمة الراهنة وتحويلها إلى فرصة لمستقبل تنسجم فيه العلاقات الاقتصادية والسياسية وتزداد متانة..