رمضان اليوم.. أصعب من رمضان البارحة..
تشتد الأزمة السورية استعاراً وتعطي كل حدث وتفصيل في حياة السوريين بعداً آخر، يمكن أن نقول إنها تعطي كل شيء نكهة الأزمة والتعب والاحتقان، وتجعل من كل تفصيل متعب أكثر إيلاماً.. وربما تعطي لتفاصيل السعادة والراحة القليلة شيئاً من الحنين والخوف من الأفول..
هكذا كان رمضان الماضي، وهكذا يأتي رمضان الحالي.. حيث حمل معه في العام الماضي وزناً سياسياً، فشهد تصعيداً عنيفاً انقسم السوريون حياله - كما ينقسمون اليوم على كل شيء - بعد أن كان ولايزال يحمل معه طقوسه الاجتماعية التي لاتستثني بيتاً من بيوت السوريين بدرجة أو بأخرى.. أما الفقر المتعري في رمضان لطالما كان عامل وحدة لفقراء سورية، حيث يتلقون جميعهم نيران الاستغلال المقيتة التي تعتبر الطقس المشترك لكبار أصحاب الربح السوريين في رمضان.. وعامل الوحدة المؤلم هذا، يزداد وضوحاً في رمضان الأزمة، ويجعل عامة الشعب السوري متحدّين وبقوة برابط الغضب من ناهبيهم، مهما حاولت سياسات التطرف أن تغطي حقائق من هذا النوع، وتعمل على تحويل السوريين إلى ميلشيات متصارعة..