تنافس بين وزارتين على أرضية «أكل العنب أم قتل الناطور»

تنافس بين وزارتين على أرضية «أكل العنب أم قتل الناطور»

التنافس على أشده بين وزارتي الاقتصاد والتجارة الداخلية، فكل منهما تحتكر لنفسها إلحاق «الهزيمة» بالأسعار، وإجبارها على الانخفاض، كما يدعون، وهذا ما توحي به تصريحات بعض المسؤولين في تلك الوزارات على الأقل، فقد يكون للتكامل بين عمل الوزارتين دور في انخفاض الأسعار، وهذا الشيء المنطقي، إلا أن المستغرب هو السعي لاحتكار «إنجازات» اقل ما يقال عنها إنها إعلامية محضة حتى هذه اللحظة..

بينما ينفي معاون وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية عبد السلام علي أي دور للتسعير الإداري في انخفاض أسعار المواد أو السلع ووفرتها في الأسواق، ناسباً هذا «الإنجار» إلى ترشيد الاستيراد، يأتي حديث وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك سمير قاضي أمين على نقيضه، ليؤكد عقد الآمال الكبيرة على التسعير الإداري عله يخفض اسعار المواد، وخاصة الغذائية منها، ولهذا لا بد من التساؤل مبدئياً:  إذا لم يكن لوزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك وإجراءاتها أي دور في تخفيض الأسعار، فلمَ الإبقاء عليها بالأساس؟! وإذا كانت اجراءات وزارة الاقتصاد بكل تلك الفاعلية التي يتحدثون عنها، فلما لم نسمع عن انجازات لها في السنوات والأشهر السابقة؟! دون أن نخفي أن الهدف الأهم من كل هذا هو «أكل العنب وليس قتل الناطور»، فهل انخفضت الأسعار فعلاً في الأسواق؟! وما هي نسب هذا الانخفاض؟! وماذا تشكل قياساً بالارتفاعات السابقة التي طالت الأسعار منذ عام حتى الآن؟!

190% متوسط الارتفاع في عام واحد

جدول الأسعار الرائجة لبعض المواد الأساسية في أسواق المحافظات، والذي أصدرته وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك، يبين ارتفاع الاسعار بما يتراوح بين 128% بالحد الأدنى، و190% بالحد الأعلى، في الفترة الممتدة بين شهر تشرين الأول من عام 2012 و الشهر ذاته من عام 2013، وهذه النسبة ليست بالنهائية، وإنما هي مؤشر تقريبي على حقيقة الارتفاع في الأسعار بالسوق المحلية..

الانخفاضات محدودة

أمام الارتفاع الكبير في الأسعار خلال عام واحد فقط، هل يمكن القول، إن الأسعار قد انخفضت اليوم فعلاً؟! أكثر المتفائلين يتحدثون عن انخفاض الأسعار بنسبة 20%، وهي نسبة لا تقارن بطبيعة الحال بالارتفاع الكبير الذي طال السلة الاستهلاكية للمواطن السوري على امتداد أكثر من عام تقريباً، فهذه النسبة لا تعبر عن تراجع جدي في الأسعار، كما أنها لا تتناسب من جهة أخرى مع حجم الانخفاض الذي طال أسعار صرف الدولار، وهي القاعدة التي بنيت عليها كل الارتفاعات في أسعار المواد طوال الأشهر الماضية، فالعنب لم يتذوقه السوريون بعد، والأسعار لم تنخفض بالشكل المأمول والفعال، بينما تصرّ الوزارات المعنية بقضية الأسعار على قتال الناطور..

المادة أو السلعة        تشرين الثاني 2012                   تشرين الثاني 2013       نسبة التغير %

صحن البيض                      225- 300 ل.س                       642- 750 ل.س       150 – 185
الفروج المنظف                   140- 220 ل.س                       500- 675 ل.س       207 – 257
اللحم البلد                475 بعظمه و800 مجروم       1100 بعظمه و2350 مجروم       132 – 194
البرتقال                              18-45 ل.س                           35-135 ل.س         94 – 200 
الليمون                             20 -90 ل.س                           50-175 ل.س         94 – 150
البطاطا                              22-50 ل.س                         100- 160 ل.س       220 – 355
الحمص الحب                     60-115 ل.س                          110-165 ل.س          43 – 83
الرز القصير                          60 -90 ل.س                         110 -195 ل.س        83 – 117
العدس المجروش                   55-75 ل.س                          175-260 ل.س      218 – 247
العدس الحب                     65- 100 ل.س                          140-135 ل.س        35 – 115
 

آخر تعديل على الأحد, 01 كانون1/ديسمبر 2013 03:09