(الأضحى) من أسواق دمشق..

(الأضحى) من أسواق دمشق..

 تميزت أسعار دمشق في العيد هذا العام بقدرتها على إفراغ المحال التجارية ليس من بضاعتها بل من زبائنها، الذين وجدوا في الملابس المتراكمة والعشوائية التوضع والتنوع فوق الأرصفة، ملاذاَ من لهيب أسعار الملابس داخل المحال التجارية

فكساء شخص واحد وببدلة واحدة يكلف أكثر من راتب الموظف الحكومي بكثير، في حين اعتاد الناس بالسنوات السابقة وكما كل عيد، شراء ملابس جديدة  لكل فرد من العائلة كطقس من طقوس هذه المناسبة.

المستعمل هو الملاذ..
شكلت أسواق الملابس المستعملة (البالات) الخيار الأفضل، حيث أن الأسعار التي يمكن للعائلة أن تجدها في البسطات ومحلات البالة أنسب لهم ولدخلهم المحدود، فالكنزات النسائية على بسطات التصافي أو البالة تراوح سعرها بين 250-500 ل.س، وبالنسبة للكنزات الصوفية فهي تباع بسعر 1500 ل.س، أما الملابس الولادي فكانت تباع على البسطات بسعر ألف ليرة للقطعة الواحدة..
وبالعودة إلى أسعار العام الماضي أو قبله بسنوات، فالأسعار تضاعفت لمرتين أو ثلاث بالنسبة للملابس حيث كان مبلغ 8000 ل.س كفيل بشراء "بدلة عيد" كاملة لشخص واحد (حذاء، جاكيت، بنطال، كنزة..)
حلويات العيد
ارتفع سعر كيلو "البيتفور" الذي كان قبل العيد حوالي 450 ل.س، إلى 600 ل.س في العيد، كما طرأ ارتفاع على أسعار بعض أنواع الشوكولا التي كانت تباع في عيد الفطر أي قبل شهرين بين 800-1000 ل.س/ كغ، ليصبح سعر الكيلو في عيد الأضحى 1400 ل.س فما فوق، كذلك بالنسبة للحلويات العربية مثل البقلاوة التي بلغ سعر الكيلو منها 1600 ل.س تقريباً...
أما الحلويات المعدة بالمنزل فقد ارتفعت تكاليفها أيضاً بمقدار الضعف،  وخاصة المصنوعة من المكسرات مثل الجوز الذي وصل سعره حالياً إلى 3 آلاف للكيلو الواحد، فضلاً عن ارتفاع سعر الطحين والسمنة والمستخدمة في صناعة الحلويات بشكل أساسي..
الخضروات.. ليست بمأمن
أما من قرر الامتناع عن تكاليف العيد الاستثنائية وتجاهل قدومه وإهمال ممارسة طقوسه، فإنه لم يسلم أيضاً حيث ارتفعت أسعار المواد الغذائية بمستويات عالية من خضروات وفواكه ولحوم حيث استمرت الأسعار بالارتفاع يومياً مع  اقتراب العيد، فعلى سبيل المثال تراوح سعر كيلو الخيار قبل العيد بحوالي عشرة أيام بين 150-180 ل.س فيما وصل سعره مع أول أيام العيد إلى 235 ل.س، أما كيلو التفاح فكان سعره حوالي 130 ل.س، أما في العيد فوصل سعره إلى 190 ل.س، وبالنسبة لأسعار شرحات الدجاج كان قبل العيد حوالي 1100 ل.س/ كغ، ومع بدء العيد أصبح 1500 ل.س..
وبحسبة مبسطة، تصل تكلفة عيد الأضحى للعائلة الواحدة المكونة من خمسة أشخاص حوالي 80 ألف ليرة للملابس فقط، فيما تتجاوز الـ100 ألف إذا أضيف لها ثمن الحلويات والطعام والشراب خلال أيام العيد، دون نسيان تقاليد العيد وعاداته التي تتضمن اصطحاب الأولاد إلى ساحات الألعاب وشراء الهدايا لهم وإعطاء (العيدية) لأطفال الأقارب..
طقس يقترب من الزوال..
(العيد الكبير) أوعيد الأضحي المستمد اسمه من الطقس والركن الرئيسي فيه وهو تقدمة الأضاحي التي جرت العادة على شراء ذبيحة من الغنم غالباً أو من لحم العجل، الطقس المكلف يقترب من الزوال اليوم او يتم بمساهمة مجموعة كبيرة من العائلات، او ينحسر لينحصر في طبقات اجتماعية محددة، حيث ارتفع سعر كغ لحم الغنم إلى 800 -1200 ل.س/كغ بين المحافظات المختلفة ليصل سعر ذبيحة الغنم  إلى 50 ألف ل.س، في حين سعر ذبيحة العجل بوزن 200 كغ بلغ 420 ألف ل.س، وبالتالي استغناء الكثير من العائلات عنها في ظل الضائقة المالية التي تعانيها الأسرة السورية منذ حوالي السنتين.

تكاليف (العيد الكبير) الاستثنائية..لأسرة (معيدة)

أسرة من خمسة أشخاص في سورية 2013 تريد أن تمارس طقوس العيد الرئيسية تتكلف بأسعار وسطية:
الملابس 80 ألف ل.س
الحلويات والطعام (عزائم) 20 ألف ل.س
الأضحية (غنم) 50 ألف ل.س
150 ألف ل.س التقدير الوسطي للكلفة الاستثنائية لعيد الأضحى في سورية عام 2013 وهي تشكل ما يزيد عن 650% من متوسط أجور السوريين البالغ 20 ألف ل.س..
أي يحتاج موظف سوري ومعيل لأسرة إلى أن يجمع رواتب 7 أشهر ونصف "ليعيّد" مع أسرته وفق التقاليد السورية، التي إذا استمرت الأوضاع على هذه الحال ستتحول إلى تقاليد بائدة، هذا إذا لم تصل..

الآس.. طلب متزايد

زيارة المقابر في الأعياد كطقس يتكرر في صبيحة كل عيد، لم تتركه السوق كذلك مساحة للهدوء بعيداً عن استفزازها المستمر، فنبات الآس (الريحان) الذي يوضع على "قبور الراحلين" في هذه المناسبة أيضاً طالته ارتفاعات الأسعار.. لتصبح الكيلوات الثلاثة التي يحملها السوريون معهم إلى المقابر "أثقل" حيث ارتفع السعر من 25 ل.س للكيلو في الأضحى الماضي، وصولاً إلى 75 ل.س للكيلو في عيد الفطر في العام الحالي، وصولاً إلى سعر هذا العيد 100 ل.س للكغ، في مفارقة تدفع للتساؤل ما الذي تغير ليرتفع سعر الآس؟ هل هو الدولار؟! العقوبات على استيراد الريحان!! بل ربما الطلب المتزايد على نبات الراحلين خلال الأزمة..