من حلب.. شركة الزيوت عودة جزئية
توقفت أغلب معامل حلب وورشاتها الصناعية، ولم تستطع عاصمة الإنتاج السوري أن تقاوم الظروف الأمنية القاهرة التي أوصلت مدينة حلب اليوم لتوصف بأنها المدينة الأكثر دماراً بعد الحرب العالمية الثانية، ..
في ظل هذه الظروف تعلن شركة زيوت حلب أن أحد معاملها ثلاثة عاد جزئياً إلى العمل وأنتج من بذور القطن المخزنة ما يكفي للضخ والتسويق في مدينة حلب
تؤكد هذه الخطوة على ضرورة التسريع في نقل المعامل القادرة على الاستمرار إلى المناطق الآمنة الخطوة التي أخرتها الإجراءات الحكومية الروتينية إلى الحد الذي يبدو أن اقتراب الحل السياسي قد يكون أسرع من إجراءات النقل التي تعيقها جهات غير راغبة باستمرار العمل
شركة زيوت حلب تعمل بثلث طاقتها... والإنتاج لن يصل دمشق
اعتبرت الشركة الصناعية السورية للزيوت في حلب من الشركات الخاسرة في الفترة الماضية جراء انعكاس عدة عوامل على عملها، ما حملها أعباء فاقت قدرتها، خاصة مع توقف معاملها عن الإنتاج نهائياً، وارتفاع تكاليف الإنتاج، إلا أن الشركة أعلنت مؤخراً طرح منتجاتها في السوق المحلية بعد عودة أحد معاملها للإنتاج.
وكان حجم عمل الشركة يومياً يبلغ 800 طن من بذور القطن أي ما يعادل 120 طناً من الزيت.
فيما يتعلق بالتفاصيل، قال مدير عام الشركة هيثم عاصي لجريدة (قاسيون) إنه "من غير الممكن في الوقت الراهن حصر أضرار وخسائر الشركة، بسبب خروج اثنين من معاملها من أصل ثلاثة، عن سيطرة الشركة، علماً أنهما يشكلان 50% من إنتاجها الكلي".
وأوضح عاصي إن "كمية 2500-2700 طن من زيت القطن متوفر حالياً لطرحه في الأسواق"، لافتاً إلى أنه "لا يوجد بذور قطن لاستخراج الزيوت في الوقت الحالي، بل تعتمد الشركة في عملها على كميات ومخازين موجودة سابقاً يجري تقطيرها وتعبئتها".
لا منافسة ولا تصدير خارج حلب
وعن المنافسة في السوق، نفى مدير عام الشركة وجود أي منافس لمنتجات الشركة، منوهاً إلى أن "إنتاج الشركة لن يوزع خارج محافظة حلب بسبب وضع الطرقات والنقل في الفترة الراهنة".
ويبلغ عدد العمال الحاليين في الشركة الصناعية السورية للزيوت في حلب 984 عاملاً، من أصل 1150 عاملاً.
وحددت الشركة الصناعية السورية للزيوت في حلب أسعارها لمؤسسات التسويق العامة كما يلي (سعر عبوة "التنك" سعة 16 كلغ بسعر 4500 ليرة، وعبوة "التنك" 8 كلغ بسعر 2300 ليرة، وعبوة بلاستيكية سعة 5 لتير بسعر 1200 ليرة، وعبوة بلاستيكية 2 لتير بسعر 500 ليرة).
كما حددت الشركة أسعار البيع المباشر لعبوة (التنك) سعة 16 كغ بـ4700 ليرة، وسعر عبوة (التنك) 8 كغ بـ2500 ليرة، وعبوة بلاستيكية سعة 5 لتير 1250 ليرة، والعبوة البلاستيكية سعة 2 لتيرين بسعر 525 ليرة.
وذكر تقرير صادر عن شركة الزيوت السورية بحلب (سيفكو) أن قيمة إنتاج الشركة خلال النصف الأول من العام 2012 وصل إلى 2,671 مليار ليرة سورية، وبنسبة تنفيذ بلغت 108%..
دمشق خالية من زيت القطن
وتستخدم السوق المحلية زيت بذر القطن في قلي العديد من المأكولات الشعبية، وخاصة الفلافل، إذ امتنعت الكثير من المطاعم التي تبيع الفلافل وأغلقت محالها بسبب ارتفاع أسعار الزيوت لتصل إلى خمسة آلاف ليرة سورية للعبوة ذات حجم 16 ليتر، إضافة إلى ارتفاع أسعار أسطوانة الغاز، حيث ارتفع سعر القرص منها إلى 15 ليرة بعد أن كان 5 ليرات للقرص الواحد.
وبينت مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك في دمشق أن تقارير سبر الأسواق الدورية أظهرت فقدان زيت بذر القطن من الأسواق خلال الفترة الحالية.
خسارة المعامل أفقرت السوق
فيما أظهر التقرير الإنتاجي والتسويقي للمؤسسة العامة للصناعات الغذائية من النصف الأول من العام الحالي أن شركات المؤسسة تواجه معوقات في الإنتاج والتسويق بسبب الظروف الراهنة، بالإضافة إلى عدم توفّر بعض مستلزمات الإنتاج وارتفاع أسعارها وعدم توفر السيولة النقدية، حيث أدّت الظروف الراهنة إلى قلة الطلب على بعض المنتجات مما أدى إلى انخفاض في نسب تنفيذ الخطط التسويقية والإنتاجية لبعض الشركات، إضافةً إلى توقف شركات زيوت حلب وكونسروة إدلب والشرق وبيرة بردى عن العمل.
وبهدف تأمين حاجة السوق المحلية من زيوت القطن أصدرت وزارة الاقتصاد والتجارة الخارجية قراراً سمح بموجبه لجميع المستوردين باستيراد مادة زيت القطن من الدول الأعضاء بمنطقة التجارة الحرة العربية الكبرى، وذلك بموجب القرار رقم /53/ لعام 2012، بسبب توقف معامل الإنتاج المحلية خاصة في حلب عبر شركة الزيوت النباتية.
وينتج زيت القطن في دولتين عربيتين هما سورية ومصر، حيث إن إنتاج مصر لا يكاد يكفيها وهي تستورد أكثر من 50 ألف طن سنوياً لسد احتياجاتها، إضافة إلى العراق الذي ينتج كميات من هذه المادة لا تعتبر بالكبيرة .
ارتفعت الأسعار الإدارية بمقدار 37% للزيوت – 30% للصابون خلال شهر واحد فقط.
تبقى أسعار الزيوت أقل من أسعار الزيوت النباتية المستوردة في المؤسسات بنسبة 100% تقريباً.