استيقظوا.. سقطت الليبرالية!
ساقت لمياء عاصي مرعي جملة من الملاحظات انتقدت فيها النائب الاقتصادي الدكتور قدري جميل عن حديثه حول اقتصاد المقاومة ووسمته بأنه «ابتزاز عاطفي» ودافعت في معرض ملاحظاتها على كلام الدكتور قدري عن الاقتصاد الحر «الليبرالي» وعن فكرة تحرير التجارة الداخلية والخارجية.
أولاً: من المضحك والمخجل اليوم أن ينبري أحد من المحسوبين على الإدارة الاقتصادية في الحقبة السابقة حقبة الليبرالية الاقتصادية التي انتهت إلى معدلات فقر فاقت الـ 44% وأوصلت معدل البطالة إلى ما يفوق عن 12%، للدفاع عن إجراءات التحرير التي لم تصب إلا في مصلحة شريحة التجار أصحاب الأموال وسببت فوضى احتكار يصعب ضبطها في زمن الأزمة..
ثانياً: تجتهد الوزيرة السابقة في تبرير فكرة تحرير التجارة وكأنها اكتشفتها حديثاً وتقوم بسرد «فوائد» التحرير وتبدو كما لو أنها تقرؤها من كتاب لمقرر اقتصادي في سنة أولى كلية الاقتصاد، وتتعامى عن قراءة الواقع اليوم وكأننا لسنا في أزمة عنوان حلها العريض «دور رئيسي للدولة» في الإنتاج والتوزيع يتجاوز الحديث السطحي عن سياسات «التسعير الإداري» والارتهان لحالة الرعب التي تصيب هؤلاء لمجرد التذكير بطريقة الإدارة الاقتصادية في أيام الثمانينيات.
ثالثاً: يجلجل الواقع بفكرة تناقض دور الدولة مع دور الأسواق المحررة، فالفكرة باتت مجربة ونتائجها جاثمة ليس في سورية فقط بل بكل أنحاء العالم، ويبدو أن «لمياء» لم تقرأ أو تسمع شيئاً عن أزمة الرأسمالية في عام 2008 ولم تعِ جيداً طريقة بناء الاقتصاد الصيني أو الروسي لا بل تتعامل معها كنماذج في «قمة النجاح» وأنها قابلة للتطبيق في بلادنا بكل بساطة، وتعيدنا إلى فكرة استنساخ التجارب والتجريب بالشعب دون فهم سياقات تطور هذه النماذج تاريخياً.
رابعاً: من نافل القول الحديث عن حاجة سورية لاقتصاد قوي والذي يصفه الدكتور قدري باقتصاد المقاومة وذلك كون كل الأدبيات الفكرية والاقتصادية لاترى فصلاً بين السياسة والاقتصاد، وبالتالي إن حديث «جميل» عن اقتصاد المقاومة هو حديث جدي وهام حول ملامح وهوية الاقتصاد السوري ودور الدولة في كل مفاصله من الإنتاج إلى التوزيع وصولاً إلى حسم فكرة من المستفيد من الاقتصاد غالبية الشعب أم أقلية الناهبين، وهذا الحديث هو جوهري في ظل الوضع السياسي الذي يعصف بالبلاد والذي لا يمكن فصله عن الوضع الاقتصادي، فما الذي يزعج لميا ويقلقها: بحث قدري جميل عن دور رئيسي ونوعي للدولة، أم مفهوم الاقتصاد المقاوم؟!!.