تبليسي... مشاكلٌ داخلية متراكمة وتدخلٌ أوروبي واضح...
نور الدمشقي نور الدمشقي

تبليسي... مشاكلٌ داخلية متراكمة وتدخلٌ أوروبي واضح...

شهدت العاصمة الجورجية تبليسي يوم السبت 4 تشرين الأول مظاهرات حاشدة لمحتجّين يرفعون أعلام جورجيا والاتحاد الأوروبي تلبية لدعوة من المعارضة الجورجية، عقب إعلان نتائج الانتخابات المحلية، وفوز حزب «الحلم الجورجي» الحاكم بها بنسبة 80٪.

تشهد تبليسي تظاهرات متواترة منذ فوز «الحلم الجورجي» بالانتخابات البرلمانية قبل عام، وتحديداً بعد إعلانه وقف محادثات انضمام جورجيا للاتحاد الأوروبي، مما يعني مساراً مغايراً للهيمنة الغربية في البلاد، مما استدعى المعارضة بالتعاون مع بعض الدول الغربية لاعتبار الانتخابات «مزورة» وتبدأ بالتحريض والتعبئة باتجاه احتجاجات منظمة متواترة في محاولة للإطاحة بالحكومة.

جاءت الانتخابات المحلية/البلدية الأخيرة وفوز «الحلم الجورجي» بها لتنعش من زخم هذه المحاولات، ووفقاً لنفس الادعاءات، ليخرج الآلاف من المحتجين حاملين أعلام الاتحاد الأوروبي في العاصمة تبليسي، وحاولوا اقتحام القصر الرئاسي، فيما يبدو أنها محاولة «انقلاب» مدنية/ثورة ملونة، مما استدعى قوى الأمن للتدخل باستخدام الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه لتفريق الاحتجاجات.

وقال الرئيس الإصلاحي السابق المعارض ميخائيل ساكاشفيلي: «هناك لحظات تستدعي التحرك، الحرية الآن أو أبداً» محذراً أنه بدون تحرك «سيُعتقل مزيد من الناس ويُطرد الباقون […] سيسود اليأس التام، وسيتخلى الغرب عنا في النهاية».

فلا يخفي بعض المعارضين الجورجيين صراحة، أن نقطة انطلاقهم بالمسألة الداخلية، هي الولاء للغرب والتمسّك به، وليكون عنوان «الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي» هو القضية الأبرز، حتى وإن كلّف ذلك توتراً وعدم استقرار داخل جورجيا، وارتباط «الحرية» و«الديمقراطية» بهذا الملف... علماً أن الاتحاد الأوروبي نفسه لم يعرب صراحة عن استعداده لقبول انضمام جورجيا له، وكانت هذه المسألة دوماً نقطة شد وجذب لا أكثر، يجري من خلالها تشكيل استقطاب سلبي داخل البلاد، يؤدي لمثل هذه التوترات.

لا يزال من المبكر توقع مآلات الوضع المتفجر الجديد في جورجيا، فالاحتجاجات والمواجهات لا تزال مستمرة، وبينما تحاول الحكومة تهدئة الأوضاع بأقل التكاليف الممكنة، يسعى جزءٌ من المعارضة مع القوى الغربية للتحريض وتأجيجها أكثر فأكثر.

رغم ذلك، لا يخلو «الحلم الجورجي» والحكومة الجورجية من المشاكل والانتقادات، والحاجة للكثير من التصويب والإصلاح، أو ما شابه ذلك، لكنه شأن جورجي داخلي بالدرجة الأولى، وليس أوروبيّ أو ينطلق من نقطة تتعلق بالسياسة الخارجية، فذلك، لا يعكس سوى تدخل خارجي، ومحاولة انقلاب خارجية مباشرة ومعلنة.

معلومات إضافية

العدد رقم:
1246