هجوم بيترو اللاذع على الولايات المتحدة و«إسرائيل»
شنّ الرئيس الكولومبي اليساري غوستافو بيترو خلال كلمته في الدورة الـ 80 للجمعية العامة للأمم المتحدة هجوماً لاذعاً وشاملاً على الولايات المتحدة الأمريكية ورئيسها دونالد ترامب، وعلى «إسرائيل»، والنظام الدولي، متحدثاً عن ضرورة إنقاذ الإنسانية والبشرية جمعاء عبر جملة من الإجراءات، كان من أبلغها دعوته في نهاية كلمته، وبشكل مباشر، لإنشاء جيش أممي موحد لإنقاذ فلسطين.
تحدّث بيترو عن زيف «مكافحة المخدرات» التي تقوم بها الولايات المتحدة الأمريكية في أمريكا اللاتينية، مشيراً ومؤكداً على أن هذه السياسة تهدف لإخضاع هذه الدول والهيمنة عليها من أجل نهب ثرواتها، بينما تجّار المخدرات الحقيقيون «متواجدون هنا في نيويورك» ويعقدون الاتفاقات مع الحكومة الأمريكية، وتحدث حول استهداف الولايات المتحدة لقاربين في البحر الكاريبي زعمت أنهما يقومان بتهريب المخدرات وقتلت ركابهم، مشيراً إلى أنهم كانوا شباباً فقراء لا أكثر، وربما كان من بينهم كولومبيون، وإذا ما تحقق ذلك فسترفع كولومبيا دعوة على ترامب.
وأشار بيترو إلى أن الأزمة المناخية والبيئية التي يشهدها العالم اليوم إنما تجري بسبب جشع رأس المال والرأسمالية عموماً، وسعيها الحثيث على التنقيب عن الوقود الأحفوري على حساب البشرية، محذراً من أن الخبراء يتحدثون عن فترة عشر سنوات لإمكانية إنقاذ الكوكب قبل أن تخرج الأزمة عن السيطرة، فحينها، لن يعود بإمكاننا فعل شيء، ونبدأ في طريق الفناء.
ربط بيترو خلال حديثه الأزمات في أمريكا اللاتينية، وأفريقيا، وفلسطين، والحروب الجارية، والأزمة المناخية، بالنظام الرأسمالي القائم الذي تجلس الولايات المتحدة على قمة هرمه برئيسها الحالي دونالد ترامب، مشبّها إياه بطريقة غير مباشرة بـ «هتلر» وتهديداته تجاه البشرية انطلاقاً من عنصرية «العرق الأبيض»، واستعبادهم واستعباد الإنسانية لأجل مصالحهم، مؤكداً ما من شعب مختار، ولا عرق مختار.
ومن ذلك أشار إلى أن البشرية باتت في مرحلة ينبغي عليها أن تتجاوز مفهوم «الدولة القومية»، وأن تنشأ الوحدة الإنسانية عبر سيادة الديمقراطية والحرية فعلاً في هذا العالم، وأن على البشر أن يجتمعوا ويتوحدوا لهذا الهدف مثلما فعل أسلافنا، واستشهد بعدد من الثوار الأممين، ومن بينهم الثائر اللاتيني سيمون بوليفار.
في نهاية خطابه الممتد لـ 40 دقيقة، انتقد بيترو هيمنة الولايات المتحدة على مؤسسات الأمم المتحدة، وهاجم «فيتو» مجلس الأمن الذي يمنع وقف حرب الإبادة في غزة، وعليه دعا، من على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة، دول وشعوب العالم إلى تشكيل قوة مسلحة أممية لإنقاذ فلسطين «أدعو دول العالم وشعوب العالم إلى الانتصار للإنسانية» والتصويت على ذلك في الجمعية العامة دون «فيتو» مجلس الأمن، قائلاً: «نحتاج إلى جيش لإنقاذ العالم بتصويت في الأمم المتحدة دون حق النقض».
وخلال وجوده في نيويورك شارك بيترو في تظاهرة مؤيدة للفلسطينيين، تحدث خلالها، ودعا ضمنها الجنود الأمريكيين بعدم الإنصات إلى ترامب وتنفيذ أوامره، وعدم توجيه أسلحتهم إلى الناس، وإنما الامتثال لأوامر الإنسانية.
وإثر كلمته ومواقفه تلك، أكدت الولايات المتحدة هيمنتها وسيطرتها وقمعها للحريات بالفعل، عبر إلغاء تأشيرة بيترو، وقال رداً على ذلك: «إلغاء التأشيرة بسبب التنديد بالإبادة الجماعية يظهر أن واشنطن لم تعد تحترم القانون الدولي»
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1245