منتدى شيانغشان الأمني... الصين تخطو عسكرياً للأمام
اختتم منتدى شيانغشان دورته الـ 12 التي استمرت 3 أيام في مدينة بكين الصينية يوم الجمعة 19 أيلول، بعنوان «الحفاظ على النظام الدولي وتعزيز التنمية السلمية»، وتضمن 4 جلسات رئيسية و8 جلسات فرعية بمشاركة 1800 شخصية سياسية وعسكرية وأمنية وأكاديمية من 100 دولة مختلفة حول العالم، ومن جامعات ومنظمات دولية ومراكز فكر مختلفة.
بدأ منتدى شيانغشان أولى أعماله في عام 2006، وجرى تنظيمه من قبل أكاديمية العلوم العسكرية التابعة لجيش التحرير الشعبي الصيني، وهو منتدى مخصص للتعاون الأمني في منطقة آسيا والمحيط الهادئ والعالم. خلال السنوات اللاحقة ارتفع وزن المنتدى بشكل ملحوظ، وزادت المشاركات به بوتيرة سريعة، وبات يراه البعض على أنه جوابٌ نقيض لمنتدى شانغريلا الأمني الذي يعقد في سنغافورة بهيمنة غربية.
تميّز المنتدى هذا العام بمشاركة واسعة، وتبادل المشاركون وجهات نظرهم حول عدد من موضوعات الأمن والسلام، واستكشفوا سُبل ووسائل حل النزاعات وتبادل للخبرات بهذا الأمر، ولقي مفهوم الأمن المشترك والشامل والمستدام الذي طرحته الصين تقديراً من جميع الأطراف المشاركة، كما ركز المشاركون على قضايا العمل المشترك من أجل الحفاظ على نتائج انتصار الحرب العالمية ضد الفاشية، والتمسك بالنظام الدولي المؤسس بعد الحرب.
كان الأبرز هذا العام، هو مواقف وتصريحات وزير الدفاع الصيني دونغ جون، والتي بمعظمها تشير إلى دور الولايات المتحدة السلبي عالمياً، كما لا يمكن التغافل عن موعدها الذي تبع العرض العسكري الصيني الكبير قبل أسبوعين، والذي تضمن كشفاً لأسلحة نوعية جديدة، وقال:
«في حين أن موضوعات العصر- السلام والتنمية- لا تزال ثابتة، فإن غيوم عقلية الحرب الباردة والهيمنة والحمائية لم تنقشع [...] العالم يقف مجدداً اليوم عند مفترق طرق في مواجهة السلام، أو الحرب، الحوار أو المواجهة» وأكد: أن الجيش الصيني «مستعدٌ للتعاون مع جيوش الدول الأخرى للحفاظ على السلام العالمي»، كما شدد على أن الذاكرة التاريخية يجب أن تكون بمثابة تحذيرٍ لإدراك ومحاربة منطق الهيمنة المتخفي بشكل جديد.
وشدد دونغ جون، أن تايوان جزءٌ لا يتجزآ من الصين تاريخياً وقانونياً، وأن بكين مستعدة للقيام بعمليات عسكرية، معلناً، أن الصين ستجري تدريبات مشتركة لحماية الممرات البحرية العالمية، كما تعهد ببذل جهود أكبر لحماية السلام العالمي.
يرى البعض، أن الصين خطت خطوة كبيرة للأمام على الساحة العسكرية والأمنية الدولية بهذه الكلمات والمواقف في شيانغشان، فيما يبدو أنها مرحلة جديدة بدأت حيث تبرز الصين نفسها كقوة عسكرية، ونقطة استقطاب وارتكاز قادرة على عقد التفاهمات والتحالفات بمواجهة الغرب وهيمنته.
وكان من الملفت أيضاً، ما جرى على هامش أعمال المنتدى من مواجهة مصوْرة بالفيديو ما بين عميد الجامعة الصينية يان شوتونغ، والملحق العسكري «الإسرائيلي» ايلاد شوهان، حيث اتهم شوتونغ «إسرائيل» وضوحاً «بقتل أكثر من 70 ألف مدني غير مسلح في قطاع غزة» وقال له: «اذهب إلى الأمم المتحدة ووافق على حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية. إن لم تصل إلى اتفاق مع الفلسطينيين فلن تقضي على [الإرهاب] مطلقاً» مضيفاً، أن «إطلاق النار على النساء والأطفال يجرد [إسرائيل] من أيّ شرعية على الساحة الدولية»، بينما لم يُجب شوهان إلا بكلمات ضعيفة تحمل السردية الصهيونية نفسها ليجيبه شوتونغ «لا أحد يصدق البروباغندا الإسرائيلية سوى بعض الإسرائيليين».
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1244