شوطٌ طويلٌ قطعه زيلينسكي في تدمير أوكرانيا!
عتاب منصور عتاب منصور

شوطٌ طويلٌ قطعه زيلينسكي في تدمير أوكرانيا!

تزداد حالة الاضطراب في أوكرانيا، وتحديداً مع اقتراب تنصيب ترامب، ويبدو من خلال رصد جملة التصريحات والمواقف المعلنة من الأطراف كلها، أن الملف الأوكراني موضوعٌ على النار، ولا يمكن تأجيله لوقتٍ أطول، وخصوصاً أن الحرب باتت تشكل عبئاً كبيراً في أوروبا، التي دفعت ثمناً باهظاً، ويرى قادتها صعود ترامب مجدداً إلى السلطة من زاوية مقلقة.

طلب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي- أثناء لقاء في قاعدة رامشتاين العسكرية في ألمانيا من حلفائه الغربيين- إرسال قوات إلى أوكرانيا، وذلك لـ «إجبار روسيا على السلام» بحسب تعبيره، وأضاف أنه حصل على تعهد بقيمة 500 مليون دولار من الولايات المتحدة الأمريكية، لكن المثير للانتباه في حديث زيلينسكي، هو أنه قال في السياق ذاته: «لقد قطعنا شوطاً طويلاً لدرجة أنه سيكون من الجنون حقاً أن نتخلى عن الأمر الآن، وألا نواصل بناء التحالفات الدفاعية التي أنشأناها».

فإذا أردنا أن نسأل بكل موضوعية ما هو هذا الشوط الذي قطعه زيلينسكي حقاً؟! فروسيا لا تزال تتقدم في الأراضي الأوكرانية، ولم يحدث الانهيار المرتقب غربياً في الداخل الروسي، بل يُظهر الاقتصاد هناك مؤشرات للتعافي من آثار العقوبات، لكن الرئيس الأوكراني يرى أن هناك شوطاً قد قُطع، وربما يكون حديثه يرتبط فعلياً بالهدف الأمريكي من الحرب، وهذا صحيح من هذه الزاوية إلى حدٍ ما، فقد نجحت واشنطن في تدمير أوروبا وإخراجها من المنافسة العالمية، عبر استنزاف قدراتها العسكرية والمالية لفترة طويلة، وتحميل اقتصادها ظروفاً غير ملائمة للإنتاج، فمدخلات الطاقة الأساسية باتت أغلى بأضعاف، مما يهدد بشكل جدي بقاء قطاع الصناعة في أوروبا، وتحويلها إلى بلدان متخلفة صناعياً تبحث عن موارد لتأمين دفء الشتاء، وخصوصاً بعد أن تبنت معظم تلك الدول سياسيات الولايات المتحدة للمناخ، وأغلقت مفاعلاتها النووية، واعتمدت على موارد للطاقة أضعف، ولا تلبي الطلب المتزايد على الطاقة.

بايدن لم يستسلم بعد!

يتابع فريق إدارة الرئيس بايدن فرض عقوبات جديدة على روسيا، وذلك بالرغم من أن ترامب يعلن موقفاً مغايراً للتعامل مع روسيا، وعلى هذا الأساس يحاول تيار مناصري استمرار الحرب تعقيد المسائل أكثر، وتوريط الأوروبيين بمواقف جديدة أكثر عدائية، مما يجعل الموقف الأمريكي والأوروبي أصعب خلال أشهر، فالحديث المتكرر والضغط حول ضرورة إرسال قوات أوروبية يعكس محاولات حثيثة لتأجيج الصراع أكثر، ويجعل دور زيلينسكي أقرب ما يكون لدور العملاء الذين يعملون ليل نهار لا لخدمة بلدهم حقاً، بل لتسهيل تنفيذ برامج قوى أخرى في الخارج.

معلومات إضافية

العدد رقم:
1209