الخارجية الألمانية... لا تُحاول حتى تجميل المسألة!
حمزة طحان حمزة طحان

الخارجية الألمانية... لا تُحاول حتى تجميل المسألة!

أفرزت تصريحات وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك- حول تشريعها وتبريرها لاستهداف المدنيين، والأماكن والمباني المدنية في قطاع غزة، من قبل الكيان الصهيوني- ردود فعلٍ واسعة وغاضبة، لكن رغم فظاظة هذا التصريح، إلا أنه ليس مفاجئاً بطبيعة الحال، ولا يعكس شيئاً جديداً في السياسة الغربية، سوى هذا الانتقال من الحديث الناعم والموارب إلى المباشر والواضح بفعل الضغط.

قالت بيربوك أمام البوندستاغ الألماني في الـ 10 من تشرين الأول: «عندما يختبئ مقاتلو حماس خلف المدنيين، وخلف المدارس، حينها ندخل في مواضيع صعبة جداً، لكننا لا نخجل من ذلك، لهذا السبب أوضحت للأمم المتحدة، أن المرافق المدنية يمكن أن تفقد وضعها المحميّ أيضاً، لأن الإرهابيين يسيئون استخدامها، وتلتزم ألمانيا بهذا الأمر، وهو ما يعني بالنسبة لنا أمن [إسرائيل]».
رغم أن التصريح السابق مضى عليه أكثر من 10 أيام حتى الآن، إلا أنه أُعيد تداوله بكثرة خلال الأيام القليلة الماضية، بعد ترجمة مقطع فيديو له إلى اللغة العربية، إلا أن السمة الغالبة لهذا التداول، بدت وكأنها ناتجٌة عن تفاجؤ أو صدمة من قول بيربوك مثل هذا الكلام، خاصة بعد التصريحات الألمانية الخلّبية بوقفها تزويد الكيان الصهيوني بالسلاح.
حديث بيربوك الذي يبرر ويفسر ويدعم إجرام الكيان الصهيوني، ليس سوى إشارة جديدة إلى درجة الغليان التي يعيشها الكيان الصهيوني، وبات من المستحيل تجميل فظائعه وفضائحه أمام المجتمع الدولي، وشعوب العالم، والرأي العام، بما فيه الأوروبي والأمريكي، ولم يعد من الممكن إخفاء السلوك الصهيوني، بل ربما شعرت الوزيرة الألمانية أن الضغط المتنامي داخل الشارع الأوروبي يجب احتواؤه على أساس طرح أفكار في سياق «الدروع البشرية» و«التخفي بين المدنيين».
إن الدعم الغربي وغير المشروط للكيان الصهيوني، كان يجري منذ قيامه أساساً، وبكل إجرامه ومجازره على مرّ العقود وإلى اليوم، وربما تمنح بيربوك وسام «شجاعة» لتقديمها هذا التصريح بهذا الوضوح، فهي تُعبّر عن تورطها في الجريمة دون أيّ محاولة لتجميل الواقع، وتعيد إلى الأذهان سلوك النازيين مع المدنيين، ويمكن اعتبارا استمراراً لهم.

معلومات إضافية

العدد رقم:
1194