بيلاروسيا واحتمالات توسيع الصراع في أوروبا
يظهر مع كلِّ يومٍ جديد أنَّ خيار الولايات المتحدة هو التصعيد على المستوى العالمي، وتحديداً بعد إشعال منطقتين في الشرق الأوسط، وفي أوروبا على الحدود الروسية، وليس من الصعب أن نلّحظ أنَّ النشاط السياسي والعسكري الأمريكي ينصب بشكل أساسي على إدامة الاشتباك، وتوسيع دائرة الحريق قدر الإمكان.
ففي أوكرانيا، خرج نائبٌ في البرلمان منذ أيام، وطرح ضرورة توسيع الحرب ونقلها إلى بيلاروسيا، أوليغ دوندا، وهو نائب عن حزب «خادم الشعب» التابع للرئيس فولوديمير زيلينسكي، قال: إنّه من الضروري «نقل الحرب ليس فقط إلى مقاطعتي بريانسك وكورسك (الروسيتين)، ولكن أيضاً إلى بيلاروسيا» وادعى النائب، أنَّ قوات قليلة من الجيش الأوكراني قادرة على إنجاز المهمة المطلوبة و«إجبار جيش بيلاروسيا على إلقاء سلاحه».
التصريح، وبالرغم من كونه صادراً عن أحد أعضاء السلطة التشريعية، وقد لا يعكس بالضرورة موقف السلطة التنفيذية، إلاَّ أنّه ينسجم مع سلوك كييف وواشنطن من خلفها، وبالرغم من أنَّ رئيس بلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو قلل من أهمية هذه التصريحات ووصفها بـ «الثرثرة»، إلا أنّه وجّه دعوة لمن يريد المحاولة، وأكّد أن مغامرة من هذا النوع من شأنها أن تؤدي إلى «انهيار سلطات كييف من الناحية العسكرية».
إنَّ الحرب في أوكرانيا، لا يمكن أن تتحول فجأة إلى نصر عسكري للجيش الأوكراني المدعوم غربياً، وهذه مسألة بديهية لا يختلف معها أي عسكري جاد، لكن استمرار القتال يطرح سؤالاً مشروعاً حول هدفه الفعلي، فمن جهة أُولى يظهر وضوحاً أن أوكرانيا لا تعتمد على قدراتها الذاتية العسكرية، أو حتى البشرية، بل تحوّلت فعلياً إلى واجهة يجري من خلالها الصدام الغربي مع روسيا، وعلى هذا الأساس يكون الهدف الأساسي هو الاستنزاف، ورفع مستويات الضغط، لكن ذلك لا يلغي أنَّه مطلوب أيضاً تجهيز قوى جديدة للمعركة، إما عبر الدخول المباشر في الحرب، أو عبر دفع توسيع المساحة الجغرافية لهذا الصراع.
بيلاروسيا في هذا السياق ترتبط بشكل كبير بالأمن الوطني الروسي مثلها مثل أوكرانيا، ولذلك يمكن أن يتحوّل جرّها إلى مواجهة مباشرة هدفاً غربياً، وهو ما قد يدفع المسألة إلى مستوى جديد من التصعيد.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1196