غايات اتهام أوكرانيا بتفجيرات السيل الشمالي
فجّرت برلين حدثاً جديداً متعلقاً بخط «أنابيب غاز السيل الشمالي 2» الرابط بين روسيا وألمانيا، حيث أصدر مكتب المدعي العام الألماني مذكرة توقيف بحق غواص أوكراني متهم بتنفيذ العملية التخريبية، وسرعان ما برزت تحليلات واستنتاجات تفيد بتورط كييف بهذا الأمر، وتبعد الشبهات عن واشنطن.
تفيد الرواية التي يجري ضخها في ألمانيا، أن الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي وافق على خطة تفجير السيل الشمالي 2، وأدار العملية ونفّذها قائد القوات المسلحة الأوكراني السابق زالوجني مع مجموعة من الغواصين الأوكرانيين.
وتغيّرت الرواية بعد دخول الولايات الأمريكية بتداول رواية مشابهة، تدّعي أن زيلينسكي لم يبدِ موافقته النهائية على هذه الخطة، وأن واشنطن حاولت منع ذلك، بينما عصى زالوجني أوامر زيلينسكي والولايات المتحدة ومضى بتنفيذها.
وبينت التحقيقات التالية، أن الغواص الأوكراني الرئيسي المتهم، جورافيلوف، كان يعمل لدى الجمعية الأمريكية لمدربي الغوص، ووفقاً للرواية المزعومة، مضى جورافيلوف بصحبة غواصين آخرين وفتاة تدعى سفيتلانا، على متن قارب، وقاموا بوضع المتفجرات على أنابيب السيل الشمالي 2.
لم تصدر هذه التقارير وبهذا التوقيت صدفةً، ولم يجرِ اتهام زالوجني وزيلينسكي، بينما تحاول واشنطن إبعاد نفسها؟
من ناحية التوقيت، تزامن هذا الحديث مع تصعيد كبير على الأرض، ويحمل في الوقت نفسه مؤشرات سياسية، فروسيا كانت ولا تزال مصرّة على اتهام الولايات المتحدة الأمريكية وأطراف أخرى بالتخطيط وتنفيذ هذه العملية، التي كانت تستهدف قبل كل شيء أي أمل باستعادة العلاقات الأوروبية-الروسية، وقطع الطريق أمام المروجين لهذه الأفكار في أوروبا، وهنا تحديداً تقّدم الولايات المتحدة استعداداً ضمنياً لتحميل المسؤولية للطرف الأوكراني وحده، ما يفتح المجال مستقبلاً أمام إزاحة الواجهة السياسية، وتقديم بدائل بأهداف متشابهة، إلا أن مناورة كهذه لن تكون مرضية بالنسبة للطرف الروسي، ومن المستبعد أن تتحول هذه المسألة بشكّلها الحالي إلى تنازل مقبول في موسكو.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1188