هل تسعى الولايات المتحدة لإنشاء «ناتو» آسيويّ؟
في إطار عدائها للصين ومحاولات احتوائها، تفعل الولايات المتحدة الأمريكية ما بوسعها على طريق الاستفزاز والتصعيد والتدخل سياسياً واقتصادياً وعسكرياً، من تايوان إلى التيبت مروراً بهونغ كونغ وغيرها، وعلى تخوم الصين في منطقة المحيطين الهندي والهادئ وبحر الصين الجنوبي، وصولاً إلى ملامح إنشاء ما يشبه «الناتو» في آسيا.
اتهم مسؤولون صينيون واشنطن محاولتها إنشاء نسخة شبيهة من حلف الشمال الأطلسي في منطقة آسيا، وجاء ذلك بعدما أعلنت كلاً من الفلبين واليابان من مانيلا عن اتفاق دفاعي يسمح لكلتا الدولتين بنشر قواتهما على أراضي الدولة الأخرى للتدريب وغير ذلك. وقال وزير الدفاع الفيليبيني جيلبرتو تيودورو: إن الاتفاق «علامة فارقة أخرى في مساعينا المشتركة لضمان نظام دولي قائم على القواعد، ولضمان السلام والاستقرار في منطقة المحيطين الهندي والهادئ وخاصة في منطقتنا»، ويأتي هذا الاتفاق صراحةً في إطار مواجهة الصين في المنطقة. وفي هذا السياق لا يمكن تناسي تحالف أوكوس بين استراليا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة.
ويذكر أن مواجهات بحرية تجري كل حين بين خفر السواحل الصيني والفيليبيني، وفي الآونة الأخيرة رفعت اليابان من درجة استفزازها لترسل قواتها البحرية المدمّرة «سوزوتسوكي» إلى البحر الصيني، قبالة ساحل تشيجيانغ في الرابع من الشهر الجاري، بالتوازي مع إعلان الصين عزمها إجراء مناورات بحرية في المنطقة، ودون إخطار الصين بذلك، واستمر وجودها في المياه الصينية لمدة 20 دقيقة على الرغم من تحذيرات البحرية الصينية لها.
قدمت الصين احتجاجاً لليابان جراء هذا الأمر، وأعلنت وكالة كيودو اليابانية للأنباء أن وزارة الدفاع اليابانية بدأت تحقيقاً واستجواباً لقبطان المدمّرة المذكورة.
إن الاتفاق الفلبيني الياباني، قد يشمل كذلك دولاً أخرى بعد في إطار إنشاء ما يشبه الناتو في آسيا، ويهدف هذا الإطار لزجّ هذه الدول في معركة مواجهة مع الصين لمحاولة احتوائها نيابةً عن الولايات المتحدة الأمريكية، ويحمل هذا المشروع خطراً على المنطقة في الحقيقة، إلا أن احتمالات استكماله ضعيفة للغاية، على غرار «الناتو العربي». فما من دول أخرى قد تؤيد جدياً هذه الفكرة سوى استراليا وكوريا الجنوبية، إلا أنّ كلاً من هاتين الدولتين تمتلكان خصوصيات مختلفة بمواقعهما واتفاقياتهما العسكرية، خاصة مع الولايات المتحدة الأمريكية.
على أي حال، حتى وإن لم يستكمل هذا الأمر، ولم يصل مداه المطلوب بالنسبة لواشنطن، إلا أن الأمور الجارية أساساً وأي تطور مضاف عليها، كفيل لينشئ توترات وتعقيدات أكثر في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، والتي تتسبب ببعض العراقيل أمام بكين، وتحديداً فيما يتعلق بحركتها التجارية، إلا أنها لن تؤثر على تطورها بالمعنى العام والواسع.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1183