«الأمن الإقليمي» في أفريقيا بعيون بلينكن
أجرى وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن جولة إفريقية خلال الأسبوع الماضي شملت 4 دولٍ هي: أنغولا وساحل العاج ونيجيريا والرأس الأخضر وذلك للحديث حول «الأمن الإقليمي».
كان من الواضح أن القيام بهذه الجولة إنما يهدف لمواجهة التحديات التي يتعرض لها الأمريكيون في القارة الافريقية، فمن جهة تتطور علاقات روسيا والصين مع أفريقيا ويتوسّع وجودهما هناك، ومن جهة أخرى تتعرَّض أفريقيا مؤخراً لموجة من الانقلابات جرت في 4 دول حتى الآن اتفقت جميعها على طرد القوات العسكرية الغربية من أراضيها والحد من التدخلات الخارجية فيها. وكانت من بين أهداف الجولة الأمريكية أيضاً طمأنة الحكومات الحليفة للولايات المتحدة.
نيجيريا
قال بلينكن من نيجيريا إنّ الولايات المتحدة ملتزمة بتعزيز شراكاتها في جميع أنحاء القارة الأفريقية، وخلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره النيجيري يوسف ميتاما توجار قال بلينكن إنّ «الولايات المتحدة عازمة على أن تكون وتبقى شريكاً أمنياً قوياً لنيجيريا» وذلك بعد محادثات بينه وبين الرئيس النيجيري بولا تينوبو ناقشا خلالها الأمن الإقليمي في ظل الانقلابات العسكرية غربي أفريقيا وخاصة النيجر الحدودية.
ساحل العاج
وفي ساحل العاج اجتمع بلينكن مع الرئيس ألاسان واتارا، وناقش معه العلاقات التجارية وتطورها بين البلدين، وخلق فرص العمل، والنمو، والاستثمار في الصحة العامة، وكذلك الأمن الإقليمي، حيث تحد ساحل العاج كل من مالي وغينيا وبوركينا فاسو، وأعلنت الولايات المتحدة عن تمويل بقيمة 45 مليون دولار كمساعدات لساحل العاج لتعزيز الاستقرار.
الرأس الأخضر
ومن الرأس الأخضر أعلنت الخارجية الأمريكية أن أولوياتها تشمل تعزيز التنمية الصحية والاقتصادية، والشراكات الأمنية، ليجري بلينكن محادثات مع رئيس الوزراء أولسيس كوريا إي سيلفا، وهنأ البلاد على خلوها من الملاريا! بدوره قال سيلفا: «نحن ندين بشدة الغزو الروسي لأوكرانيا. لقد أدنّا العمل الإرهابي الذي قامت به حماس في إسرائيل» في تصريحات تشير إلى محاولة حثيثة للتقرب من واشنطن، ويذكر أن الولايات المتحدة والرأس الأخضر وقعتا مذكرة تفاهم للتعاون الدفاعي في كانون الأول من عام 2022 والتركيز على الأمن البحري.
أنغولا
خلال زيارته أشاد بلينكن بالعلاقات بين بلاده وأنغولا معتبراً أنها «تصل آفاقاً جديدة»، وناقش مع الرئيس جواو لورينكو الصراع بين رواندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية وقال «نعتقد أن عملية رواندا بالترادف مع عملية نيروبي هي أفضل أملٍ لسلامٍ دائمٍ».
«الأمن الإقليمي» بكلمات أخرى
تكرر التطرق للأمن الإقليمي في الجولة الأفريقية لبلينكن، والذي يمكن تفسيره من عدّة زاويا أهمها هو تقديم الدعم لحكومات هذه الدول في مواجهة أية طموحات انقلابية سياسية أو عسكرية أو تحركات شعبية من داخلها، أما الزاوية الثانية فترتبط بدفع حلفائها هناك لمحاولة تقويض الانقلابات التي تجري في الدول المجاورة، وخصوصاً لأنّ معظمها يركز على الحد من الهيمنة الغربية والأمريكية، وثالثاً تسعى واشنطن لضمان بقاء هذه الدول في الفلك الأمريكي بمواجهة المد الصيني والروسي في أفريقيا اقتصادياً وسياسياً وعسكرياً، وليعني «الأمن الإقليمي» بذلك تأمين مصالح الولايات المتحدة، أو ما تبقى منها، عبر حضور معنوي أملاً في وقف دومينو الانقلابات التي تقوّض شكليّ الاستعمار القديم والجديد.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1159