ماذا يجري في الإكوادور؟
تعرضت الإكوادور خلال الأعوام الأخيرة، لتهديدات كبيرة متزايدة من عصابات الجريمة المنظمة المرتبطة بمثيلاتها في كولومبيا والبيرو وعموم المنطقة اللاتينية، إلا أن تصاعد الأحداث وصل إلى مستوى غير مسبوق خلال الأسبوع الأخير، فرض على رئاسة البلاد إعلان حالة الطوارئ، وإدخال الجيش لمكافحة هذه التنظيمات، لتصبح الإكوادور دولة أخرى تسقط بيد الكارتيلات اللاتينية المرتبطة مع رأس المال الإجرامي الأمريكي، وتؤمن جزءاً من أهدافه بالتوتير وتجارة المخدرات والسلاح وإضعاف جهاز الدولة.
بدأت الأحداث الأخيرة يوم الثلاثاء الماضي مع هروب زعيم عصابة «لوس تشونيروس» خوسيه أدولفو ماسياس الملقب بـ «فيتو» من السجن، وهروب زعماء عصابات آخرين، ليعلن الرئيس الإكوادوري دانيال نوبوا على الفور، وبشكل يدعو للغرابة، لفرض حالة الطوارئ في البلاد كافة، على اعتبار أن فيتو زعيم أخطر عصابة إجرامية.
وقال نوبوا: «لقد وقعت للتو مرسوم إعلان حالة الطوارئ لتوفير كامل الدعم السياسي والقانوني للقوات المسلّحة في عملياتها» وفرض حظر تجوّل خلال الليل.
في نفس اليوم، اقتحمت مجموعة من المسلحين استوديو قناة «تي سي تلفزيون» في مدينة غواياكيل أثناء البث المباشر على الهواء، وهددوا الصحفيين العاملين بالأسلحة، ووضعوا الديناميت بجيب أحد المذيعين، وجرى وصف الهجوم بالـ «العمل الإرهابي».
وفي تتمة اليوم، عمت أعمال الشغب واحتجاز الرهائن العديد من المدن والسجون الإكوادورية، ليعلن نوبوا: أن البلاد في حالة «نزاع داخلي مسلح» وقرر تصنيف عصابات الجريمة المنظمة بالتنظيمات الإرهابية، وقال: «وقعت مرسوماً بإعلان حالة نزاع داخلي مسلح وتصنيف عصابات الجريمة المنظمة العابرة للحدود كمنظمات إرهابية ومسلحين» كما أمر الجيش بتحييد أكثر من 20 عصابة، يبلغ عدد أعضائها عشرات الآلاف قائلاً: «أمرت القوات المسلحة بتنفيذ عمليات عسكرية، وفقاً للقانون الإنساني الدولي واحترام حقوق الإنسان، لتحييد الجماعات المحددة في المادة 4 من هذا المرسوم».
وفي اليوم التالي، أعلنت شرطة البلاد مقتل 10 أشخاص على الأقل في مدينتي غواياكيل ونوبول، بينهم 2 من الشرطة، وأنه تم احتجاز 14 شخصاً في أماكن مختلفة، وخُطف 7 ضباط من الشرطة في العاصمة كيتو ومدينة ماتشالا، وتم تسجيل انفجارات بقنابل يدوية، وإحراق للسيارات والحافلات.
لاحقاً، وبعد إضرابات دامت ليومين، نشر زعيم عصابة «لوس لوبوس» فيديو له، أكد فيه استعداده لتسليم نفسه للسلطات، شرط ضمانة «حق الحياة» له، ليرد الرئيس نوبوا ليسلم نفسه إذا أراد ذلك [...] في هذا البلد هناك ما يكفي من المجرمين الذين يطرحون شروطاً. والشروط يجب أن يطرحها الناس الطيبون، والعائلة الإكوادورية والحكومة والدولة، ولكن لا يجوز أن يطرحها المجرمون».
لا يمكن الجزم بمآلات الأمور في الإكوادور، فالتطورات المشار إليها لم تستغرق سوى يومين، أعلن الرئيس حالة الطوارئ بعد ٢٤ ساعة. وحتى بعد الانفراجات الأخيرة، تظل الحالة تدعو إلى القلق، وخصوصاً أنها تنبئ بحالة كبرى من عدم الاستقرار السياسي والأمني، يمكن أن تؤثر على دول أخرى في أمريكا اللاتينية.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1157