الأوكرانيون يتجسسون على بعضهم البعض
تتسع الخلافات، وحالة الانقسام بين الطيفين العسكري والسياسي في أوكرانيا، مع تعاظم شعور الهزيمة عسكرياً وسياسياً، وذلك بالتوازي مع توقف المساعدات الأوروبية والأمريكية، لتصل الأمور حدود فضيحة تجسس تعرض لها قائد القوات المسلحة الأوكرانية فاليري زالوجني.
أكد القائد العام للقوات المسلحة الأوكرانية فاليري زالوجني، العثور على جهاز تنصت في أحد مكاتبه الذي كان يريد عقد اجتماعات فيه، وصرح «سأقول لكم التالي: هذه هي الغرفة التي يجب أن أستخدمها اليوم. بالأمس خلال التفتيش عثروا فيها على جهاز للتنصت على المكالمات الهاتفية»، وأكد جهاز الأمن الأوكراني كذلك العثور على جهاز للتنصت وتم فتح قضية جنائية.
وقد أفادت صحيفة «أوكراينسكايا برافدا» بالعثور على أجهزة تنصت لدى عدة قياديين في الجيش كذلك الأمر، وقالت صحيفة «تسينروز» الأوكرانية نقلاً عن مصادر لها، بالعثور على جهاز للتنصت بمكتب مساعد القائد العام للقوات المسلحة قسطنطين بوشويف، وتلمح وسائل الإعلام الأوكرانية، أن الرئاسة الأوكرانية بقيادة فلاديمير زيلينسكي تقف خلف زرع هذه الأجهزة دون اتهام مباشر بذلك.
تعكس هذه الفضيحة حجم الهوّة والخلافات الجارية بين الطيفين العسكري والسياسي، وتحديداً، بين زالوجني الذي يحظى بشعبية بين الأوكرانيين، وزيلينسكي الذي يخشى أن يبدأ الأول بنشاط سياسي وينافسه لاحقاً، وقد أشار إلى ذلك وضوحاً في وقت سابق، حينما وصف محاولات الجيش بالانخراط بالسياسة أنها خطؤٌ كبيرٌ.
ومؤخراً، يدور خلاف جديد حول بعض النقاط المتعلقة بمشروع قانون التعبئة الجديد، الذي يجري نقاشه داخل البرلمان الأوكراني، واعتبر أنها «لا تلبي مصالح القوات المسلحة الأوكرانية» وتحديداً منها، ما يتعلق بتجنيد النساء، معتبراً أنه سيؤدي لهجرة جماعية للنساء نحو الخارج، وزيادة العبء على مكاتب التجنيد العسكري، وتحديد مواعيد للتناوب العسكري، معتبراً أن «منح إجازة إضافية مع الاحتفاظ بمكافأة مالية لمدة 90 يوما لمن قاتلوا لمدة 24 شهراً» مستحيل، بسبب «نقص الموارد البشرية المدربة لتنفيذ المناوبات» وما يتعلق بإعفاء المعاقين من الدرجة الثانية من الخدمة العسكرية.
ويذكر، أن مشروع القانون يقترح إلغاء التأجيل من الخدمة العسكرية، وذلك لتعبئة الطلاب في سن التجنيد، ومن المحتمل أن يجري وضع تشريعات تقضي بتعبئة الرجال المتواجدين خارج البلاد، علماً كذلك أنه قد تم حظر سفر الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و60 عاماً.
وفضلاً عن النقص بالكوادر والمجندين، باتت تعاني القوات الأوكرانية من نقص معلن في الذخيرة، حيث ذكرت صحيفة «واشنطن بوست» أن القوات الأوكرانية تعاني من نقص بقذائف المدفعية على خطوط المواجهة، الأمر الذي يجبر بعض الوحدات العسكرية للتخلي عن هجمات مخطط لها، وأكدت: أن «نقص الذخيرة يزيد من قلق كييف، ووضع قواتها في القتال، في وقت تتأخر فيه المساعدات الأمريكية والأوروبية».
وكل ذلك في وقت يتزايد فيه خوف الرجال الأوكرانيين من الالتحاق بالخدمة العسكرية، بالتوازي مع تعاظم الخسائر العسكرية في صفوف الجيش، ففي الأسبوع الماضي وحده ذكرت وزارة الدفاع الروسية مقتل وجرح أكثر من 4960 عسكرياً أوكرانياً، وإسقاط 259 مسيرة، و30 صاروخاً و4 مقاتلات جو و3 مروحيات.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1154