انعكاس الاصطفافات الدولية في قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة
ريم عيسى ريم عيسى

انعكاس الاصطفافات الدولية في قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة

صوتت الجمعية العامة خلال دورتها الحالية– الدورة 78– على عدة قرارات، ركز عدد لا بأس منها على القضية الفلسطينية في ظل العدوان الصهيوني الجاري على قطاع غزة بالأخص. على الرغم من أن بعض الدول كان لها دائماً موقفٌ مؤيدٌ للكيان الصهيوني، وعلى رأسها الولايات المتحدة وكندا، إلا أن بعض الدول كانت تتبع الولايات المتحدة سابقاً في التصويت لحسابات متعلقة بمصالحها وتبعيتها، إلا أن تغيّر ذلك  أصبح ملحوظاً وبشكل أكثر وضوحاً مؤخراً. وذات الشيء ينطبق على قرارات أخرى تُعتبر مهمة لكل من يدور في فلك الولايات المتحدة.

وفي هذا السياق يمكن النظر إلى قرارين تم التصويت عليهما في الجمعية العامة للأمم المتحدة خلال الأسبوعين الماضيين:
القرار الأول كان القرار رقم A/RES/78/7 المؤرخ 2 تشرين الثاني 2023، حيث نص القرار على «ضرورة إنهاء الحصار الاقتصادي والتجاري والمالي الذي تفرضه الولايات المتحدة الأمريكية على كوبا»، والذي تم اعتماده بتصويت 187 دولة مع القرار، وامتنعت دولة واحدة وهي أوكرانيا، وصوتت دولتان ضده وهي الولايات المتحدة و«إسرائيل».
القرار الثاني تم التصويت عليه يوم الخميس 9 تشرين الثاني 2023 – ولم يتم نشر القرار بعد – وكان القرار فيه إدانة للمستوطنات «الإسرائيلية» غير الشرعية في الأرض الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، والجولان السوري المحتل، تم اعتماد القرار بتصويت 145 دولة مع القرار، امتناع 18 دولة، وتصويت 7 دول ضده، بينها الولايات المتحدة و«إسرائيل» وكندا. ومن الجدير بالذكر هنا، أنه وفق القانون الدولي وكذلك وفق القرارات الدولية، ومنها قرار مجلس الأمن 2334 (2016) الذي أكد على عدم شرعية إنشاء «إسرائيل» للمستوطنات في الأرض المحتلة منذ عام 1967، وتم اعتماد القرار بتصويت 14 دولة لصالح القرار، وامتناع الولايات المتحدة عن التصويت. بكلام آخر، الدول التي صوتت ضد القرار قبل أيام، رفضت إدانة أمر يُعتبر غير قانوني وفق قرار تم اعتماده سابقاً من قبل مجلس الأمن، ما يعني أنها فعلياً تؤيد الممارسات غير الشرعية من قبل دولة الاحتلال.

معلومات إضافية

العدد رقم:
1148