أبرز ما جاء في اجتماعات الدورة الـ 78 للجمعية العامة للأمم المتحدة
ملاذ سعد ملاذ سعد

أبرز ما جاء في اجتماعات الدورة الـ 78 للجمعية العامة للأمم المتحدة

عقدت الجمعية العامة للأمم المتحدة اجتماعاتها للدورة 78 في الفترة بين 19 إلى 23 أيلول في مدينة نيويورك، اجتمعت خلالها الوفود الدولية من رؤساء دول ورؤساء وزراء ووزراء خارجية من كافة أنحاء العالم، وقد ألقت معظم الدول كلمات خلال الأيام الخمسة المذكورة، تحدثت خلالها عن معظم الملفات الدولية الملحة، فضلاً عن لقاءات ثنائية متعددة جرت بين القادة على هامش أعمال الاجتماعات، وكان الموضوعان الأبرز خلالها الملف الأوكراني وما يرتبط به، وإصلاح الأمم المتحدة ومجلس الأمن.

نستعرض فيما يلي أبرز ما جاء في كلمات الدول خلال الاجتماعات..

روسيا

ألقى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف كلمة روسيا، وأجرى الوفد الروسي على الهامش أكثر من عشرين اجتماعاً، وركّزت كلمة لافروف على مسألة ارتباط الأمن العالمي بالملف الأوكراني وتوسع الناتو، وأبرز ما جاء خلالها: «محاولات توسيع منطقة مسؤولية حلف الناتو لتشمل نصف الكرة الشرقي بأكمله تحت شعارات ماكرة، هي «عدم تجزئة أمن المنطقة الأوروبية الأطلسية ومنطقة المحيطين الهندي والهادئ « أصبحت مظهراً خطيراً جديداً لتوسع الحلف والتي تستهدف روسيا والصين [...] لتنفيذ هذه المهمة تنشئ واشنطن تحالفات عسكرية سياسية صغيرة تحت سيطرتها، مثل: «أوكوس» و»الترويكا» التي تضم الولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية، واللجنة الرباعية التي تضم طوكيو وسيئول وكانبيرا وويلينجتون، سعيا لدفع أعضائها نحو التعاون مع الناتو، الذي شرع بنشر بنيته التحتية في منطقة المحيط الهادئ. التركيز غير المقنع لمثل هذه الجهود ضد روسيا والصين، والذي يهدف لهدم البنية الإقليمية التي تطورت حول الآسيان، يخلق خطر تولد بؤرة متفجرة جديدة من التوتر الجيوسياسي، إلى جانب بؤرة التوتر الأوروبية التي تم تسخينها بالفعل إلى الحد الأقصى [...] الولايات المتحدة والغرب يستمرون في توليد الصراعات بشكل مصطنع، وتقسيم الإنسانية إلى كتل معادية ومعيقة لتحقيق الأهداف المشتركة. فهم يفعلون كل شيء لمنع تكوين نظام عالمي متعدد الأقطاب وعادل حقًا [...] الآن تفرض بروكسل «خدمات الوساطة» الخاصة بها على أذربيجان وأرمينيا، مما يؤدي إلى زعزعة الاستقرار في جنوب القوقاز بالتعاون مع واشنطن [...] اليوم، تقف البشرية مرة أخرى، كما حدث كثيراً في الماضي، على مفترق طريق. كيفية تطور التاريخ يعتمد علينا وحدنا. ومن المصلحة المشتركة منع الانزلاق إلى حرب كبيرة، وانهيار آليات التعاون الدولي التي أنشأها الأسلاف بشكل كامل».

الصين

خلال اجتماعه مع رئيس الدورة الـ 78 للجمعية العامة دينيس فرانسيس، قال نائب الرئيس الصيني هان تشنغ: إن الصين ستواصل دعم الأمم المتحدة لتلعب دوراً مركزياً، كما ستواصل دعم إصلاح نظام الحوكمة العالمية، وخلال كلمته في الاجتماع العام، دعا تشنغ إلى عدم الاستهانة بما وصفه بالـ «إرادة الثابتة» فيما يتعلق بتايوان وأنها جزء لا يتجزأ من الصين. وحول الملف الأوكراني أكد تشنغ أن «وقف إطلاق النار وبدء مفاوضات السلام هو الطريق الوحيد إلى حل الأزمة الأوكرانية. وشدد على دعم الصين لكافة الجهود الرامية إلى التسوية السلمية للأزمة الأوكرانية، وأن بلاده ستواصل لعب دور بناء في تحقيق السلام بأسرع ما يمكن [...] يجب أن نأخذ بعين الاعتبار المخاوف المعقولة في مجال الأمن لكافة البلدان، وتسوية الخلافات بطرق سلمية، من خلال الحوار والمشاورات».

البرازيل

خلال كلماته الأولى قال الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا: «لقد عادت البرازيل. عادت بلادنا لتقديم مساهمتيها في مواجهة القوى العالمية الكبرى» ومما جاء في حديثه التأكيد على ضرورة تعزيز الجهود لمكافحة عدم المساواة والتحديات العالمية، وتغير المناخ وتأثيراته على البلدان النامية، وقال: «يمتلك أغنى 10 مليارديرات ثروة تفوق ما يملكه أفقر 40% من سكان البشرية. يبدو أن مصير كل طفل يولد في هذا العالم قد تقرر وهو لا يزال في رحم أمه». وحول أوكرانيا، دعا الرئيس البرازيلي إلى الحوار لإنهاء الحرب بشكل دائم وقال: «الحرب في أوكرانيا تكشف عن عجزنا الجماعي عن تطبيق أهداف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة... لن يكون هناك أي حل دائم ما لم يقم على الحوار».

تركيا

ما جاء في تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان: «الحرب في شرق أوروبا تسببت في خلق مشاكل خطيرة في كافة المجالات من الاقتصاد إلى الأمن [...] جهود تركيا أسهمت في تمديد مبادرة البحر الأسود بشأن الحبوب 3 مرات [...] نسعى جاهدين منذ بداية الحرب في أوكرانيا لإبقاء أصدقائنا الروس والأوكرانيين على طاولة المفاوضات، الحرب لن يكون فيها منتصر ولا يوجد خاسرون، في السلام سنكثف جهودنا لإنهاء الحرب من خلال الدبلوماسية والحوار على أساس استقلال أوكرانيا ووحدة أراضيها»

الولايات المتحدة- أوكرانيا

مما جاء في كلمة الرئيس الأمريكي جو بايدن: «سنواصل جهودنا لإصلاح منظمة التجارة العالمية والحفاظ على المنافسة والانفتاح والشفافية وسيادة القانون [...] سنواصل دعم أوكرانيا ولن نقبل استمرار الحرب ضدها دون محاسبة [...] ندين استمرار كوريا الشمالية بانتهاك قرارات مجلس الأمن وملتزمون بالدبلوماسية لتحقيق نزع السلاح النووي [...] إيران يجب ألا تحوز أبدا على أسلحة نووية».
أما الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، فقد كان الأبرز في حديثه اتهامه الدول الأوروبية أنها «تساعد روسيا» بسبب عدم رفع الحظر عن استيراد المنتجات الزراعية الأوكرانية، وقال: «أطلقنا ممراً مؤقتاً للصادرات من موانئنا. ونعمل على الحفاظ على الممرات البرية لتصدير الحبوب [...] من المقلق أن نرى في الوقت ذاته أن بعض أصدقائنا في أوروبا يقوضون التضامن وينظمون مسرحية سياسية، ويجعلون من موضوع توريدات الحبوب فيلماً من أفلام الرعب» معتبراً أن هذه الدول «تحضر الساحة» لمصلحة موسكو.

بيانا جي 7 وبريكس

عقد كل من مجموعة السبع الكبار، ومجموعة بريكس، اجتماعات خاصة بكل منهما على هامش أعمال الدورة الـ 78 للجمعية العامة، وأصدر كل منهما بيانين متقاطعين بدعوتهما لإصلاح منظمة الأمم المتحدة ومجلس الأمن، فيما يبدو أنه صراع يجري على أعلى مستوى.
جاء في بيان مجموعة السبع تأكيد الأعضاء على «تعزيز النظام العالمي الحر والمنفتح الذي يقوم على سيادة القانون، ويحترم ميثاق الأمم المتحدة كأساس للتعاون بين البلدان. وأعربوا عن التزامهم بالعمل مع جميع البلدان الأعضاء في الأمم المتحدة لتعزيز دور الأمم المتحدة، وأكدوا على التزامهم بإصلاح مجلس الأمن الدولي».
أما مجموعة بريكس فقد ذكر في بيانها «أعرب الوزراء عن تأييدهم للإصلاح الشامل للأمم المتحدة، بما في ذلك مجلس الأمن الدولي، لجعله أكثر ديمقراطية وتمثيلا وكفاءة وفعالية، ولزيادة تمثيل البلدان النامية في جميع فئات عضوية المجلس، لكي يتمكن من الاستجابة بشكل مناسب للتحديات العالمية الحالية، ودعم التطلعات المشروعة للبلدان النامية في إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية، بما في ذلك البرازيل والهند وجنوب إفريقيا، لكي تتمكن من لعب دور أكبر في الشؤون الدولية، وخاصة في الأمم المتحدة في مجلس الأمن الدولي».

معلومات إضافية

العدد رقم:
1141
آخر تعديل على الجمعة, 20 تشرين1/أكتوير 2023 23:50