«الحوثيون» في السعودية ... هل تشهد اليمن انفراجة قريبة؟
حمزة طحان حمزة طحان

«الحوثيون» في السعودية ... هل تشهد اليمن انفراجة قريبة؟

تحرّك الملف اليمني مجدداً خلال الأسبوع الماضي، حيث زار وفد من جماعة أنصار الله «الحوثيين» السعودية لاستكمال المباحثات في إطار عملية السلام في البلاد، بوساطة عمانية، بعد توجيه دعوة رسمية لهم بذلك من السعوديين، وسط مؤشرات إيجابية عموماً.

أعلن عضو المكتب السياسي لحركة أنصار الله علي القحوم عشية زيارة الوفد للسعودية، أن المواضيع التي سيجري بحثها مع السعوديين «ضمن أولوياتها الملفات الإنسانية وصرف المرتبات وفتح المطارات والموانئ والإفراج عن كافة الأسرى، بالإضافة إلى خروج القوات الأجنبية وإعادة الإعمار، وصولاً إلى الحل السياسي الشامل [...] الزيارة تأتي في إطار استكمال جهود الوساطة العمانية في تحقيق السلام العادل».
ويوم الخميس، وصل وفد وساطة عماني إلى صنعاء للبحث مع الحكومة اليمنية حول مستجدات مفاوضات السلام في البلاد، وفي اليوم نفسه غادر وفد الحوثيين باتجاه المملكة العربية السعودية، معلنين أملهم بـ «تجاوز التحديات»، وهي أول زيارة معلنة يقوم بها الحوثيين للسعودية، وقد رحبت الحكومة اليمنية بهذه التحركات عبر بيان صدر عنها يوم الجمعة، جاء فيه تأكيد «نهجها المنفتح على كافة المبادرات الرامية إلى إحلال السلام العادل والشامل [...] وبما يضمن إنهاء الانقلاب، واستعادة مؤسسات الدولة، والأمن والاستقرار والتنمية في اليمن».
وقد أعلنت السعودية عن توجيهها دعوة للأطراف اليمنية لإجراء مناقشات حول حوار سياسي شامل في اليمن، وعلق على ذلك القيادي في جماعة أنصار الله محمد علي الحوثي «تستمر الحوارات مع السعودية كقائد للتحالف وصنعاء الجمهورية وبوساطة عمانية للتوصل إلى حل، في المواضيع التي تتم مناقشتها بالملف الإنساني، والمتمثل بصرف مرتبات الموظفين اليمنيين، وفتح المطارات والموانئ والإفراج عن كافة الأسرى والمعتقلين، وخروج القوات الأجنبية وإعادة الإعمار، وصولاً إلى الحل السياسي الشامل، والتي سبق وأعلنها رئيس الوفد قبل المغادرة إلى الرياض [...] أملنا أن يتم النقاش الجدي لما فيه مصلحة الشعبين وتجاوز التحديات».
من جهته، قال مجلس النواب اليمني بضرورة أن يكون الحل السياسي مبنياً على المرجعيات الثلاث: المبادرة الخليجية، ومخرجات مؤتمر الحوار، وقرارات مجلس الأمن الدولي خاصة 2216، حيث قالت هيئة رئاسة المجلس: إن «اليمنيين يرون أن خيارات السلام لن تكون إلا من خلال المرجعيات المتفق عليها، وأن أي حلول تتناقض مع هذه المرجعيات لن تكون مقبولة شعبياً ورسمياً [...] الوصول إلى السلام يتطلب نوايا صادقة وعملاً جاداً من أجل استعادة الدولة وحقن دماء الشعب اليمني».
تأتي هذه التطورات الجديدة استكمالاً لمبادرة السعودية بإنهاء الأزمة، والتوصل لاتفاق سياسي يشمل وقف إطلاق النار وفتح مطار صنعاء ودفع رواتب الموظفين في البلاد، كما تعكس هذه التحركات من جهة أخرى صدىً جديداً للتقارب السعودي الإيراني بعد استئناف العلاقات السياسية والدبلوماسية بينهما.
لا يزال من المبكر الحديث عن خريطة حل سياسي شاملة للأزمة، حيث تتجه الجهود حالياً لوقف إطلاق النار والتخفيف من المعاناة الإنسانية داخل البلاد وتأمين ظروف مؤاتية لحوار سياسي ينتج مثل هذه الخطوات النهائية.

معلومات إضافية

العدد رقم:
1140