ليبيا، تطورات إيجابية تتلاقى مع ظروف خارجية جيدة
حمزة طحان حمزة طحان

ليبيا، تطورات إيجابية تتلاقى مع ظروف خارجية جيدة

تبرز جملة من التطورات والمؤشرات الإيجابية لحل الملف الليبي في فترات متواترة، وهو ما كان يعكس على الدوام وجود ظروف موضوعية داخلية تفرض المضي باتجاه هذا الأمر، كانت تعيق تطورها درجة وقدرة التدخلات الخارجية الغربية، تحديداً عبر اللعب على التناقضات والفوالق الموجودة بين مختلف القوى السياسية، بالتعاون مع المتشددين والفاسدين الداخليين من كافة الأطراف.

إلا أن التغيّرات الخارجية نفسها سواء دولياً من تراجع غربي عموماً، ودخول روسيا على الملف، أو إقليمياً من تفاهمات تجري بين مختلف الدول، ومنها: تركيا ومصر مثلاً، تتيح فرص جدية لبناء تفاهمات وتوافقات بين القوى الليبية دون تخريب غربي لها.
على المستوى السياسي، أعلن رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي، ورئيس مجلس النواب عقيلة صالح، وقائد الجيش الوطني خليفة حفتر، في 19 آب الجاري، اتفاقهم على تولي مجلس النواب كافة الإجراءات المحالة إليه من لجنة (6+6) فيما يتعلق بالانتخابات بإجراءاتها وقوانينها، وأكد القادة الثلاث على ضرورة الحوار الوطني والملكية الوطنية لأي مسار سياسي ليبي، بما يعنيه عدم تدخل القوى الأجنبية به، كما أكدوا على ضرورة اجتماع رئاسة مجلسي النواب والأعلى للدولة من أجل التشاور واستكمال المسار السياسي.
وعلى المستوى الاقتصادي، أعلن محافظ مصرف ليبيا المركزي عن توحيد المصرف بكافة البلاد بعد الانقسام الذي طاله في سياق انقسام مؤسسات الدولة عموماً، خلال سنوات الأزمة والحرب، وذلك بعد عامين من بدء عملية إعادة توحيده في إطار عملية السلام والحل السياسي. ليرحب الليبيون بهذا الأمر، وقد قال رئيس مجلس النواب عقيلة صالح: «على جميع المؤسسات والهيئات أن تحذو حذو هذه الخطوة الوطنية في إنهاء حالة انقسام مؤسسات الدولة».
أما على المستوى الأمني والعسكري، فلا تزال حالة وقف إطلاق النار سارية بشكل إيجابي عموماً، وذلك على الرغم من بعض الأحداث والنزاعات المحدودة، التي تجري كل حين، جراء خلافات ضيقة بين مختلف القوى كحال اشتباكات طرابلس الأخيرة، التي نشبت على خلفية اعتقال جهاز الردع لمكافحة الجريمة آمر اللواء 444 بمطار معيتيقة الدولي، وهي نزاعات تجري محاولة افتعالها أو تضخيمها بهدف إعاقة التفاهمات الجارية وإعاقة المضي نحو الانتخابات.
وقد زار ليبيا وفد عسكري روسي رفيع المستوى، كان على رأسه نائب وزير الدفاع الروسي يونس بك يفكوروف، بعد قبوله دعوة الزيارة من المشير خليفة حفتر، لمناقشة مسائل العمل المشتركة بين البلدين، وهو ما يتيح لموسكو التأثير بشكل أكبر على مجرى الأحداث بالتعاون مع القوى الليبية، وفي هذا السياق قال نائب المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة دميتري بوليانسكي: إن «روسيا من جانبها، تدرك كافة صعوبات هذه العملية، وستبذل كل بوسعها من أجل المساعدة في التعامل البناء لجميع القوى الليبية [...] أية مبادرات منفصلة، بما فيها تلك التي تفترض إنشاء مختلف الصيغ والطاولات المستديرة لمساعدة التسوية بدون مشاركة كافة اللاعبين الدوليين والإقليميين من ذوي النفوذ، وممثلي ليبيا ذاتها، لن تؤدي إلى النتائج المرجوة [...] روسيا مستعدة للتعامل البناء مع كافة الأطراف المعنية.» علماً أنها ليست المرة الأولى التي يجري بها تأكيد روسي بالاستعداد للتعامل والتعاون مع كافة الأطراف الليبية، لتأمين ظروف الحل والانتخابات، بالضد من الغربيين والأمريكيين تحديداً.

معلومات إضافية

العدد رقم:
1137