زيارة غوتيريش للعراق و«تسوية الأزمات الإقليمية»
ملاذ سعد ملاذ سعد

زيارة غوتيريش للعراق و«تسوية الأزمات الإقليمية»

زار الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش العراق يوم الثلاثاء الماضي لأول مرة منذ 6 سنوات بهدف «التأكيد على التزام الأمم المتحدة دعم جهود العراق لتعزيز السلام وحقوق الإنسان والتنمية المستدامة لجميع العراقيين» وفقاً للمتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك.

فور وصوله إلى الأراضي العراقية، وخلال استقبال وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين له، قال غوتيريش: إن «هذه زيارة تضامن. تضامن مع الشعب والمؤسسات الديمقراطية في العراق، وتضامن معناه أن الأمم المتّحدة ملتزمة تماماً في دعم توطيد مؤسّسات البلاد» ومعرباً عن «ثقته بأن العراقيين سيتمكّنون من تجاوز الصعوبات والتحدّيات التي يواجهونها بفضل حوار مفتوح وشامل».
وخلال لقائه رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، أكد الأخير «تجاوز» بلاده للأزمة السياسية قائلاً: «العراق تجاوز أزمته السياسية، وتركزت جهوده على التحديات الاقتصادية والبيئية [...] ليصبح العراق اليوم مفتاحاً لحل الكثير من أزمات المنطقة، والقيام بدور إيجابي في تسوية الأزمات الإقليمية»، وبحث الجانبان العلاقات بين العراق والأمم المتحدة، والتعاون في ملف النازحين، ومكافحة الفساد، ومواجهة تحديات المناخ، ودور العراق بتخفيض التوترات في المنطقة.
إلا أن العراقيين أشاروا إلى وجود تناقض بين تصريحات السوداني والواقع في بلادهم، فمن جهة ما تزال خلايا تنظيم داعش الإرهابي فاعلة في عدد من مناطق بلادهم، ومنها كان الهجوم الأخير الذي شنه في محافظة ديالى على قوة من الحشد الشعبي في الـ 25 من الشهر الماضي، أي قبل 5 أيام من زيارة غوتيريش، واستمرار الأنشطة العسكرية التركية شمال البلاد، ومن جهة أخرى ما تزال الأوضاع الاقتصادية والمعاشية تمضي إلى مزيد من التدهور.
وفضلاً عن الجانبين الأمني والاقتصادي، برز موضوع خلاف جديد بين القوى السياسية العراقية، وتحديداً التيار الصدري والإطار التنسيقي، إثر سعي الأخير إلى تمرير تعديل على قانون الانتخابات في مجلس النواب العراقي، يتعلق باعتبار العراق دوائر متعددة بحسب المحافظات، وهو المعمول به حالياً، أو اعتبار العراق دائرة واحدة، وهو التعديل الذي يسعى إليه الإطار التنسيقي، وتطور هذا الخلاف إلى درجة تظاهر مئات من العراقيين بالقرب من المنطقة الخضراء لمنع تعديل قانون الانتخابات، قبل 3 أيام من زيارة غوتيريش. علماً أن هذه المسألة الخلافية ما بين دوائر أو دائرة واحدة لا تعني الكثير بالنسبة للشعب العراقي، طالما أن منظومته لا تزال قائمة أساساً على دستور بريمر وآلية المحاصصة.

معلومات إضافية

العدد رقم:
1112