العلاقات الروسية البرازيلية بقيادة دا سيلفا.. ما مستقبلها؟
مع وصول لولا دا سيلفا إلى رئاسة البرازيل، وتنصيبه بذلك رسمياً مطلع العام الجاري، يتركز جزء هام من الأنظار نحو التغيرات المرتقبة في البرازيل على الصعيد الدولي، وبعلاقاتها مع روسيا.
لم يوفر الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والبرازيلي لولا دا سيلفا فرصة للحديث حول العلاقات بين بلديهما، بعد فوز دا سيلفا بالانتخابات الرئاسية الأخيرة، فخلال اتصال أجراه بوتين مع دا سيلفا مهنئاً إياه، ذكر بيان صادر عن الكرملين أن الجانبين قد أعربا «عن ثقتهما في أن الشراكة الاستراتيجية الروسية البرازيلية ستستمر في التطور بنجاح في جميع المجالات، وكذلك التعاون على الساحة الدولية، بما في ذلك في إطار مجموعة بريكس».
بدوره قال دا سيلفا تعليقاً على الاتصال: إن «البرازيل عادت، إنها تتحاور مع الجميع وتلتزم عالماً خالياً من الجوع ويعمه السلام».
وفي وقت لاحق، في الأول من الشهر الجاري أعلنت رئيسة مجلس الاتحاد الروسي فالنتينا ماتفينكو بحثها للعلاقات الثنائية مع الرئيس البرازيلي دا سيلفا، وقالت: «أجرينا محادثات هادفة للغاية وبحثنا النطاق الكامل للعلاقات الثنائية بين بلدينا».
إن فوز لولا برئاسة البرازيل سيغير بدرجة ما من موازين القوى في المنطقة اللاتينية بغير مصلحة الغربيين عموماً، والأمريكيين خصوصاً، خاصة وأنها الأولى اقتصادياً في أمريكا اللاتينية، كما أنه سيعيد تفعيل الدور البرازيلي بشكلٍ أكبر في إطار مجموعة بريكس، التي أشار إليها بيان الكرملين السابق، مما سيعطيها زخماً أكبر خلال السنوات المقبلة.
في إطار العلاقات الثنائية، لم توافق البرازيل بقيادة بولسونارو سابقاً على فرض عقوبات على روسيا بذريعة أوكرانيا، كما أنها لم تدن روسيا، علماً أن بولسونارو كان يحاول التوفيق بين الطرفين روسيا والولايات المتحدة، والحفاظ على علاقات ضمن حد أدنى جيد مع موسكو. الآن، ومع وصول دا سيلفا، فمن المتوقع تطوير العلاقات مع موسكو بشكل أكبر، وتحديداً منها الشق الاقتصادي، أي بالضد من العقوبات التي حاول الأمريكيون دفع بولسونارو إليها، وبالفرع المالي تحديداً، خاصة في إطار بريكس، أي تبادل البضائع بالعملات المحلية عوضاً عن الدولار، وتعزيز هذا الاتجاه وتجذيره في إطار دول البريكس مجتمعة.
وعلى المستوى السياسي الدولي لا يخفي دا سيلفا معارضته للغربيين والولايات المتحدة، وتعاطفه مع روسيا والصين عموماً، بغض النظر إن كان ظرفه الداخلي الحالي سيمسح له بفتح جبهة مع واشنطن والغرب، فقد يجد الرئيس الجديد ضرورة ببدء إجراء تغييرات واسعة في الداخل، وهو ما ظهر بعد إعلانه إلغاء خصخصة 8 شركات مملوكة للدولة، من بينها شركة النفط بتروبراس، وشركة الغاز كوريوس بوست. باختصار، يمككنا القول: إن الصداقة بين روسيا والبرازيل يمكن أن تشهد تطورات جديدة لا يستغرب أن تصل إلى درجة تحالف، وخصوصاً أن البرازيل قادرة على لعب دور كبير في أمريكا اللاتينية، وفي مفاصل مهمة من الاقتصاد العالمي.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1104