تظاهرات شعبية عراقية احتجاجاً على ارتفاع الأسعار
ينذر الوضع الداخلي في العراق- على المستويين السياسي والمعيشي- باحتمالية حدوث موجة احتجاجات واسعة كانت قد بدأت ملامحها الأولى.
فيوم الاثنين الماضي 14 آذار خرج مئات العراقيين في محافظة المثنى لليوم السادس على التوالي، بمظاهرات شعبية تنديداً بغلاء أسعار المواد الغذائية، وسوء الخدمات في البلاد، قاموا خلالها بقطع طريق دولي وهددوا بشل حركة الطرق ما لم تقم الحكومة بالاستجابة لمطالبهم، وفي 15 آذار أيضاً خرجت تظاهرات في محافظة بابل تضمنت تنديداً بارتفاع الأسعار وبالاعتداءات التي تجري على النشطاء العراقيين بشكل أساسي.
وتأتي هذه التظاهرات وسط حالة من قلة الثقة لدى العراقيون تجاه أية حكومة عراقية مقبلة يجري الحديث عن تشكيلها، طالما أنها ستقام ضمن منظومة المحاصصة السياسية نفسها، والمعادلات باختلاف الناهبين وحصصهم نفسها.
وتكمن العقبة الرئيسية أمام تنفيذ رغبة الشعب العراقي بتغيير منظومة المحاصصة استمرار وجود القوى الأجنبية في البلاد أياً تكن، وعلى رأسها القوات الأمريكية تحت أي مسمى كان، وفي هذا الإطار تستمر عمليات المقاومة الشعبية باستهداف هذا التواجد، حيث كان من آخرها إطلاق 8 صواريخ من نوع كاتيوشا على قاعدة بلد الجوية يوم الثلاثاء الماضي.
واعتبر البعض أن تصريح قائد القيادة المركزية الأمريكية، فرانك ماكنزي بأن «قواتنا في كثير من الأحيان معرضة للخطر، سواء في العراق أو في سورية» خلال تعليق له حول الاستهداف الإيراني لمركز الاستخبارات «الإسرائيلي» في إقليم كردستان، يُعد تمهيداً لانسحاب جديد مقبل، خاصةً مع اعترافه بالقول: إنه «على مدار الأشهر الستة الماضية هاجمت إيران قوات ومنشآت الولايات المتحدة لعدة مرات» علماً أن معظم الهجمات قد قامت بها المقاومة العراقية، إلا أن الولايات المتحدة تتهم إيران بها جميعاً كضغط سياسي دون أدلة، ومن جهة أخرى كإنكار لوجود مقاومة شعبية ومسلحة واسعة للتواجد الأمريكي في العراق.
إن استمرار الوضع الحالي يعني عملياً استمرار تدهور الأوضاع المعيشية والأمنية في العراق، مما يرفع من درجات عدم الرضا لدى الشعب العراقي، ويزيد من فرص تفجّر موجة احتجاجات أوسع وأشمل.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1062