هل فشلت مساعي واشنطن في إثيوبيا؟
عتاب منصور عتاب منصور

هل فشلت مساعي واشنطن في إثيوبيا؟

تطورات جديدة تجري في إثيوبيا، فبعد أن كانت وسائل الإعلام الغربية قد أعلنت اقتراب موعد سقوط أديس أبابا على أيدي مقاتلي جبهة التيغراي، وقادت الولايات المتحدة حملة إعلامية ودبلوماسية بهدف التضليل على ما يجري، انعكست الآية بسرعة نسبية وتراجعت قوات جبهة التيغراي.

استطاعت القوات التي يقودها رئيس الوزراء الأثيوبي آبي أحمد قلب المعادلة، واستمرت بتوجيه ضربات لقوات المعارضة حتى تراجعت وعادت إلى حدود إقليم التيغراي.

تبدل المعادلة

أعلنت جبهة «تحرير شعب تيغراي» منذ أيام أنها بدأت بالانسحاب التدريجي من منطقتي أمهرة وعفر إلى حدود إقليمها في شمال البلاد، وفي الوقت الذي أعلن المتحدث الرسمي باسم القوات أن هذا الانسحاب جاء بناءً على قرار اتخذته قيادة الجبهة لفسح المجال أمام المساعدات الإنسانية، وفتح بابٍ للمفاوضات، اعتبرت قوات الحكومة المركزية أن الخسائر العسكرية الفادحة التي لحقت بقوات التيغراي هي السبب الحقيقي وراء هذا الانسحاب. وخصوصاً أن قوات المعارضة كانت قد رفضت طلباً سابقاً من قبل آبي أحمد للتراجع تمهيداً للمفاوضات.
تداولت بعض وسائل الإعلام أن التحولات الجديدة في الصراع جاءت نتيجة لوصول مساعدات عسكرية للقوات المركزية، وتحديداً من قبل تركيا، وهو ما قلب الموازين بهذا الشكل المتسارع.

النتيجة الأولية

قال المتحدث باسم الحكومة المركزية في أديس أبابا ليجيسي تولو: إن الجيش لن يدخل إلى حدود الإقليم في الوقت الحالي، وإنما سيُبقي على تواجد عسكري في بعض المناطق التي استعاد السيطرة عليها مؤخراً، لنكون الآن أمام واقعٍ جديد كلياً، استطاع فيه آبي أحمد فرض شروطه على قوات تيغراي ومن خلفها واشنطن التي كانت تحاول بشكل مكشوف دفع الأمور في إثيوبيا إلى حالة صدام أهلي واسع تكون أولى نتائجه تقسيم إثيوبيا، وإن كان من المبكر استبعاد هذا الاحتمال، إلا أنه يمكننا القول: إن التطورات الأخيرة تعطي موشراً جدياً على احتمال تجاوز الأزمة، إذا ما ذهبت البلاد إلى حوار سياسي جدي.
ما جرى يعكس بشكل واضح توازن القوى العالمي، فمخططات واشنطن لتفجير القرن الإفريقي تلقى مقاومة كبيرة لا من دول المنطقة فحسب، بل من قوى دولية، مثل: روسيا والصين التي تدفع الأمور في اتجاهات أخرى.

معلومات إضافية

العدد رقم:
1050