العراق: أزمة انتخابات وهجمات داعشية
مع اقتراب خروج القوات الأمريكية المزمع في نهاية العام، يشتد الاستقطاب السياسي الحاصل نتيجة الانتخابات العراقية، ويعود تنظيم «داعش» الإرهابي لينشط بكثرة وبتحريض طائفي مباشر.
منذ الانتخابات البرلمانية الأخيرة، أعلنت الكثير من القوى السياسية العراقية رفضها لها، وقد تم تقديم نحو 181 طعناً عليها، وبعد صدٍ وردٍ بين هذه القوى وافقت مفوضية الانتخابات على إعادة فرز الأصوات بعد قبول 46 طعناً، وأعادت فرز قرابة 2000 صندوق انتخابي بشكل يدوي حتى الآن.
بالتوازي مع هذه الأزمة الانتخابية، نشط تنظيم «داعش» في شرق البلاد، وتحديداً في محافظة ديالى شرقي البلاد التي تضم قرى من طوائف مختلفة، ليقوم التنظيم بالهجوم على قرية الهواشة ذات الأغلبية السنية يوم الثلاثاء الماضي مسبباً مقتل 11 مدنياً، وفي اليوم التالي جرى هجوم آخر على قرية الرشاد ذات الأغلبية الشيعية ومقتل 25 شخصاً بها، وسط اتهامات متبادلة بين القريتين، وتحريض وتعبئة طائفية شديدة ومتعمدة، ثم قام التنظيم لاحقاً يوم السبت بهجوم آخر على منطقة حاوي الحوائج في نفس المحافظة مما أدى إلى مقتل وإصابة 4 مدنيين.
وفي يوم السبت نفسه أقدم «داعش» على مهاجمة قوات البيشمركة في إقليم كردستان في محافظة كركوك ومقتل اثنين من مقاتلي البيشمركة، وفي اليوم التالي، صباح الأحد، استُهدفت العاصمة بغداد بعدة صواريخ كاتيوشا عشوائية سقطت في أماكن مختلفة دون أن تخلف أية إصابات.
ومن جهة أخرى تشتد الخلافات والتوترات بين فصائل المقاومة العراقية والحكومة، حيث هددت الأولى بدخول المنطقة الخضراء- التي تضم مقار حكومية ودبلوماسية أمريكية بشكل رئيسي- اعتراضاً على نتائج الانتخابات، وقامت بالفعل بحشد جماهيرها حول البوابة الجنوبية للمنطقة بغية دخولها، وبمقابل ذلك قامت القوات العراقية المسلحة والأمنية بتعزيز تواجدها على البوابة وإغلاقها بشكل كامل، وقد قالت «تنسيقية المقاومة العراقية»: «لدينا مجموعة خيارات، من ضمنها اقتحام المنطقة الخضراء ودخولها، وهذا خيار قائم ما لم تنفذ مطالبنا» وقد وصل هذا الأمر ذروته قبل يومٍ واحد من إعلان مفوضية الانتخابات عن موافقتها على إعادة فرز الأصوات مما أدى للتهدئة مؤقتا.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1042