الحكومة الليبية المؤقتة توسع من نشاطها الإقليمي
يسير الحل السياسي الليبي بطريق متعرج وثابت، فمع كل انفراج جديد يبرز تعقيدٌ آخر في مكان ما، ويلخص هذا الحال الصراع بين القوى السياسية التي تدفع باتجاه تسوية الأزمة والمتشددين الذين يحاولون إعاقتها، ومن جهة أخرى ترويض مجمل الحياة السياسية الليبية بمرونة بعد كل سنوات العنف والحروب السابقة.
برزت خلال الأسبوعين السابقين 4 محاور وأحداث رئيسية: إعادة فتح الحدود مع تونس والجزائر، والاتفاقات الليبية- المصرية، والخلافات ضمن اجتماع مجلس الأمن الدولي حول البعثة الدولية إلى ليبيا، والعبث الأمريكي من خلال ورقة حفتر.
فتح الحدود التونسية والجزائرية
بعد إغلاقٍ وتوقف بعمل الحدود والمعابر التونسية- الليبية استمر لمدة شهرين من الزمن بذريعة الجائحة الفيروسية، أعلن الرئيس التونسي وحكومة الوحدة الوطنية الليبية عن إعادة فتح الحدود رسمياً بين البلدين، وقد جاء ذلك بعد زيارة من رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة إلى تونس خلال الفترة السابقة، وفي شكل موازٍ قام الليبيون بإرسال وفد إلى الجزائر ترأسه نائب رئيس المجلس الرئاسي موسى الكوني، وأبلغ تبون ضيوفه خلالها أن الجزائر ستعيد فتح سفارتها في طرابلس وقنصليتها في سبها بالإضافة لاستئناف الرحلات الجوية بين البلدين وفتح معبري غات وغدماس الحدوديين.
وتدفع هذه الخطوات عملياً إلى تسوية الوضع الليبي وتطبيع علاقاته مع دول الجوار تدريجياً، مما يساعد في عملية قيام الدولة الليبية وتقويتها وسط خطوات إعادة توحيد مؤسساتها اقتصادياً وسياسياً وعسكرياً.
اتفاقات مصرية- ليبية وورقة حفتر
في زيارة لرئيس حكومة الوحدة عبد الحميد الدبيبة إلى القاهرة يوم الخميس 16 من الشهر الجاري، تم توقيع 6 عقود اقتصادية و14 مذكرة تفاهم بين الجانبين المصري والليبي، وتتصل جميعها بالنفط والزراعة والكهرباء والبنية التحتية والاتصالات، والتي تأتي في إطار عمليات إعادة إعمار ليبيا.
لكن تشير التقديرات إلى أن القيمة المتداولة إعلامياً لهذه الاتفاقات الموقعة مبالغ فيها، والتي تبلغ نحو 33 مليار دولار، ومن جهة ثانية فإنها تشكل رداً للعلاقات التركية- الليبية والاتفاقات الموقعة مع حكومة الوفاق الوطني السابقة، والتي قد تسعى واشنطن إلى اللعب على حبلي التناقض المصري- التركي في الملف الليبي على إثرها. وقد تزايد عملياً النشاط الأمريكي ضمن الملف الليبي وبالشكل السلبي، عبر محاولات تعويم المشير خليفة حفتر إعلامياً وسياسياً، خاصة بتلميح السفير الأمريكي لدى ليبيا بعد اجتماعه مع خليفة حفتر بأن واشنطن مستعدة لترى الأخير قائداً للجيش الليبي! مما يؤدي إلى توتر ببين القوى السياسية الليبية من جهة، ويشكل نوعاً من الشروط المسبقة على سير العملية السياسية، وما يحدده ويقره الحوار الليبي- الليبي نفسه.
تمديد عمل البعثة الدولية
تبنى مجلس الأمن الدولي يوم الأربعاء 15 من الشهر الجاري قراراً قدمته بريطانيا بتمديد عمل البعثة الدولية إلى ليبيا حتى 30 أيلول، ووافقت عليه روسيا بعد بضع مناقشات وخلافات نشبت على نصّ القرار حول صلاحيات البعثة ومقرها ومهامها، وما احتواه من صياغات ملتبسة حول خروج القوات الأجنبية والمرتزقة من البلاد.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1036