الولايات المتحدة... تغييرات في وزارة الدفاع وخطوات مرتقبة
عتاب منصور عتاب منصور

الولايات المتحدة... تغييرات في وزارة الدفاع وخطوات مرتقبة

لا تزال تفاعلات الانتخابات الأمريكية تفعل فعلها في البلد المنقسم، ورغم أن الرئيس المنتخب جو بايدين يتلقى التهاني والاتصالات من دول العالم، يستمر دونالد ترامب بهجومه على نتائج الانتخابات، ويقوم في نفس الوقت بخطوات سريعة مستغلاً ما تبقى له من وقتٍ، قبل الموعد الرسمي لتسليم السلطة.

الخطوات المتسارعة التي يقوم بها الرئيس الأمريكي «منتهي الصلاحية»، بدأت تشغل الأنظار، وتطرح أسئلة حول قدرة ترامب على اللعب في الوقت الضائع، وإن كان هذا ما يحاول ترامب فعله حقاً، فهل ستكون لمخططاته هذه فرصٌ حقيقة بالنجاح؟

تغييرات كبرى في وزارة الدفاع

أقال دونالد ترامب وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر بقرار مفاجئ يوم 9 تشرين الثاني، وقام بتعيين مدير المركز الوطني لمكافحة الإرهاب كريستوفر ميلر ليكون وزيراً بالوكالة حتى تاريخ 20 كانون الثاني 2021. وسارع المحللون السياسيون لتفسير هذه الخطوة، فبوادر الخلاف ظهرت منذ مدّة، وكانت إقالته متوقعة، لكن توقيتها لم يكن مفهوماً. القائم بأعمال وزير الدفاع الأمريكي، كريستوفر ميللر أعلن في 14 تشرين الثاني عزمه «سحب القوات الأمريكية من أفغانستان والشرق الأوسط»، وجاءت تصريحاته هذه عبر رسالة رسمية، والتي تحدث فيها عن أن «الوقت قد حان للعودة للوطن»، مضيفاً بأن على الولايات المتحدة أن تُحوّل جهودها في هذه المرحلة الحاسمة من دور القيادة في الحرب ضد الإرهاب، إلى دور الداعم.

من جانبٍ آخر يتخوف عدد من المحللين من أن إقالة إسبر وجميع مستشاريه ومعاونيه، إنما تعني عزم ترامب القيام بعمل عسكري مباغت ضد إيران، يكون أشبه «بضربة قاضية» ويرى البعض الآخر، أن القائم بأعمال وزير الدفاع سيقوم بعملية سحب سريع للقوات الأمريكية. لكن وعلى ما يبدو أن كلا الاحتمالين ضعيفان بعض الشيء، لأن حالة الاستعصاء داخل الولايات المتحدة تزداد بشكل متسارع، ولن تسمح توازنات القوى بحركات بهذا الحجم، رغم أنه من الممكن القيام ببعض المحاولات. لكن قد تكون لهذه الإقالة المفاجئة تداعيات داخلية حقيقة، وخصوصاً إذا ما احتدت الصدامات بين المحتجين.

فآخر خلافات دونالد ترامب مع مارك إسبر كانت عندما أعلن الأخير عن رفضه لاستخدام الجيش في مواجهة الاحتجاجات، معتبراً أن هذه الخطوة يجب أن تكون «الملاذ الأخير» لكن الأجواء الداخلية تتوتر بشكل متسارع، فمناصرو ترامب يجوبون الشوارع في الوقت الذي يدعم ترامب هذه التحركات، وقد شهدت العاصمة تجمعات للآلاف من مناصري ترامب الذي سار بموكبه ضمنهم.

والأكثر ترجيحاً، هو تحول هذه الاحتجاجات مع اقتراب موعد تسليم السلطة إلى مناوشات وصدامات عنيفة ومسلحة وهنا يمكن أن تكون التغييرات التي يجريها ترامب داخل البنتاغون مفيدة، وخصوصاً أن ترامب لم يعط تصريحاً حتى اللحظة لجو بايدين للإطلاع على التقارير السرية للاستخبارات الأمريكية، مما يجعله في موقعٍ متقدم في بعض النواحي.

لتحميل العدد 992 بصيغة PDF

معلومات إضافية

العدد رقم:
992
آخر تعديل على الخميس, 19 تشرين2/نوفمبر 2020 16:41