اليمن تصعيد جديد لتسوية أسرع
بعد اقتراب جهود السلام في اليمن من بدء تنفيذ خطواتها العملية إثر اتفاق الرياض الذي جمع ممثلين عن جماعة أنصار الله «الحوثيين» والمجلس الانتقالي الجنوبي، عادت التوترات والمعارك العسكرية من جديد لتهدِّد التسوية برمتها.
بدأت الخروقات منذ شهرين من جهة قوى «التحالف العربي»، عبر زحف عسكريٍّ قوبل بالصدِّ من قبل الحوثيين، ليتطور سريعاً إلى غارات جوية وقصف صاروخي بين الطرفين، وما لبث أن تصاعد التوتر حتى أعلن المجلس الانتقالي الجنوبي تعليق مشاركة جميع لجانه في اتفاق الرياض.
ردٌ حوثي
في المقابل، قام الحوثيون ضمن معاركهم بإسقاط عدد من الطائرات المسيَّرة وقصف العديد من المواقع السعودية، بما فيها المنشآت النفطية «آرامكو» ومطارين وقاعدة عسكرية، «رداً على التصعيد الجوي» وفقاً لبيان أصدرته القوات المسلحة التابعة للحوثيين. وبدوره أكد وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية عادل الجبير بأن «الحوثيين أطلقوا 300 صاروخ و100 طائرة مسيرة على الأراضي السعودية».
وأعلن الحوثيون يوم الجمعة الماضي عن إسقاطهم طائرة حربية تابعة للتحالف العربي بقيادة السعودية في أجواء محافظة الجوف، الأمر الذي أكَّده المتحدث باسم قوات التحالف العربي محمِّلاً مسؤولية ذلك على الحوثيين.
استمرار الأزمة
إن جميع تطورات الأزمة اليمنية، تشير إلى أنَّ اتجاه قوى التحالف العربي ومن خلفه الأمريكيون، لا يسعون إلى إنجاز أية عملية سلام بطبيعة الحال، إلّا أنه يشير أيضاً إلى سياسة إدامة الاشتباك والصراع في اليمن قدر الإمكان، بمعنى عدم وجود توجه جدي لدى الأمريكيين حتى بحل الموضوع عسكرياً، وهو ما يفضي إلى الاستعصاء الجاري، ويوضح استطاعة الحوثيين كميليشيا على التصدّي لعدد من الدول الإقليمية المجاورة، ومن بينها السعودية وقصفها مراراً في العمق، دون عمل فعال للـ«باتريوت» الأمريكي.
الحل الحقيقي: دولي
فيما يخص جفيما يخص جهود عملية السلام، فإنّ اتفاق الرياض رغم هشاشته وعدم جدية رعاته على إنجازه، وإن فشل الآن، إلا أنه بات نقطة استناد ومرجعاً لا يمكن تجاهله للتسوية السياسية في اليمن، باعتباره حجراً أساس سوف يجري البناء عليه ليصبح حلّاً على المستوى الدولي، لا الإقليمي وحده، باعتباره غير كافٍ ولا يعبّر عن بُعد الأزمة اليمنية الحقيقي بتداخل مختلف الأطراف فيه، وتحديداً واشنطن.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 953