الانتخابات الفلسطينية وضرورة وحدة الصف

الانتخابات الفلسطينية وضرورة وحدة الصف

من المتوقع الذهاب نحو انتخابات فلسطينية رئاسية وتشريعية، وفق ما أعلنه رئيس السلطة محمود عباس، ووافقت عليه حركة «حماس». وباعتبار أن آخر انتخابات مماثلة كانت قد جرت عامي 2005 و2006، فإنَّ إجراء انتخابات جديدة في الوقت الراهن قد يشكّل فرصة مهمة لتجاوز الانقسامات وتعزيز وحدة الصف الوطني، وهو ما يتطلب تجاوزاً للخلاقات والمعيقات، وإرادة سياسية من قبل جميع الأطراف.

مشروع وطني وطريق واحد

أجواء يمكن وصفها بالإيجابية بدأت مع إعلان عباس التوجه نحو إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية، تلتهُ المشاورات التي أجراها وفد لجنة الانتخابات الفلسطينية ورئيسها حنّا ناصر مع حركة «حماس» في غزة، ومن ثم رد الحركة والمتضمن موافقتها على المشاركة في الانتخابات دون اشتراطات، عدا أن تجري في قطاع غرة والضفة الغربية والقدس، معتبرة إياها، حسب تعبير اسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي للحركة، وسيلة يُّؤمل أن تؤدِّيَ إلى الخروج من المأزق الفلسطيني الراهن، وإنهاء الانقسام الداخلي، وتكوين نظام فلسطيني قائم على الشراكة.
وكانت «حماس» قد اتَّخذت خطوات عدة لتعزيز الأجواء الإيجابية تتضمن الإفراج عن 57 موقوفاً ومحكوماً ينتمون إلى حركة «فتح»، الموافقة على إجراء الانتخابات وفق قانون التمثيل النسبي الشامل، والموافقة على أن يُصدر عباس مرسوماً رئاسياً يدعو فيه إلى الانتخابات قبل عقد الاجتماع الوطني.
مسبقاً، طالبت «حماس» بعقد اجتماع وطني قبل إصدار المرسوم الرئاسي، بهدف مناقشة كافة الملفات على الساحة الفلسطينية قبل الانتخابات، وهو الأمر الذي تؤيده فصائل أخرى مثل «الجبهة الشعبية» و«الجهاد الإسلامي»، بينما ترفضه «فتح» تحت مبرر عدم تأخير الانتخابات. وهو ما تعتبره الكثير من التحليلات نقطة خلاف قد تتحول عائقاً أمام إجراء الانتخابات. كذلك بالنسبة لإجراء الانتخابات في القدس، وهو ما قد ترفضه سلطات الاحتلال، مما يتطلب ضغطاً على الكيان من قبل السلطة الفلسطينية.
ومن الجدير بالذكر، أنَّ الانتخابات التشريعية التي جرت عام 2006، وطريقة التعامل مع نتائجها، كانت قد كرَّست حالة الانقسام التي نشهد تبعاتها حتى الآن. لذا فإن نجاح الانتخابات المتوقعة يتطلب إرادة صلبة من قبل جميع الأطراف لتجاوز العقبات. والأهم هو التوافق على مشروع وطني يتلاءم مع متطلبات المرحلة وتطلعات الشعب الفلسطيني.
ورغم ما تداولته وسائل الإعلام عن ضغوط أوروبية وإقليمية على السلطة وحركة «حماس» لإجراء الانتخابات، فإنَّ ما يهمُّنا هنا هو التأكيد على أهمية الوحدة الوطنية، وما قد تشكله الانتخابات من فرصة لتجاوز الخلافات، في حال ضمان عدم وجود تدخلات أو أجندات تُفرض من الخارج.

أسباب تجعل من الوحدة الوطنية ضرورة ملحة

يمكن القول إن الوحدة الوطنية الفلسطينية كانت ولا تزال مسألة مهمة في إطار القضية الفلسطينية، ولكن ما يجعل منها ضرورة ملحة في ظل الظروف الراهنة عدة أسباب من بينها:
- وحدة الصف في إطار المعركة مع دولة الاحتلال، ومن خلفها الولايات المتحدة الأمريكية ومحاولات تمرير ما يسمى «صفقة القرن» .
- استغلال حالة التخبُّط وأزمة تشكيل الحكومة التي يمر بها الكيان في رصِّ الصفوف.
- الاستفادة من دروس الإقليم، إذْ إنَّ حالة الانقسام، وما يرافقها من تراجع وفساد وانحسار للحريات، تزيد من احتمالات انفجار الوضع الداخلي للمطالبة بالتغيير، وهو أمر مشروع، على غرار ما يجري في دول الجوار.
- الاستفادة من تغيرُّ الوضع الدولي، والتراجع الأمريكي مع ظهور أطراف دولية جديدة فاعلة على الخط، الأمر الذي ينبغي تفعيله من خلال تجاوز الانقسام.
- الارتقاء بمستوى الحالة السياسية إلى مستوى نضالات الشعب الفلسطيني على كافَّة الجبهات، وفي نقاط الاشتباك المختلفة مع العدو الصهيوني، سواء على الأرض أو من داخل سجون الاحتلال.

معلومات إضافية

العدد رقم:
944
آخر تعديل على الأربعاء, 18 كانون1/ديسمبر 2019 13:36