السودان واقتلاع «الدولة العميقة»
في إطار العرقلة والتسويف ذاته، لا يزال المجلس العسكري الانتقالي في السودان يحاول المراوغة على الحركة الشعبية وعلى «قوى الحرية والتغيير» تارة بالموافقة على جزئية من هنا، وتارة برفضه جزئية من هناك، بآلية تعليق لا تسمح بأية تفاهمات أن تحصل.
إضاعة للوقت
يمر الوقت في الحالة السودانية دون أية تغييرات تُذكر، وكما قال المتحدث باسم المجلس شمس الدين الكباشي: «هناك الكثير من الجوانب التي نتفق معها، وهناك أخرى نختلف معهم فيها، فلننتظر إلى الغد لننشر وثيقتنا كما نشرت قوى إعلان الحرية والتغيير» وكأنهم يتنافسون لإضاعة الوقت والانتظار حيث شدد أيضاً على أنه «لا خلافات مع القوى السياسية» علماً بأن «تجمع المهنيين السودانيين» شبه المجلس العسكري بـ«النظام السابق»، وتابع الكباشي: «سنقدم رداً مكتوباً على كل ملاحظة، وسنقدم رؤيتنا المتكاملة بشكل مكتوب» علماً بأن رسالة الشعب السوداني وقواه السياسية واضحة وتعاد يومياً: تسليم المرحلة الانتقالية لمجلس انتقالي مدني ولا عسكري.
تهديد بإضراب شامل
لا تزال الأوضاع السودانية قلقة في ظل هذه الخلافات العالقة بسبب المجلس العسكري، وتعليق إنجاز أية عملية تغيير أو تقدّم بسببها، مما يدفع بالحركة السودانية باستمرار نشاطها في الشارع عبر ضغطها المستمر والمتواصل على مختلف الأطراف باتجاه حل الخلافات بما يتوافق مع مصالحها، فقد أبدت «قوى الحرية والتغيير» خيبة أملها من ردود المجلس العسكري على مشروع الوثيقة الدستورية التي تقدمت بها، واتهمت المجلس بالمناورة والمماطلة في اتخاذ إجراءات تقود لنقل السلطة للمدنيين، كما أبدت خلال مؤتمر صحفي استعدادها لتصعيد الاحتجاجات بالدعوة للعصيان المدني والإضراب الشامل، محذرة من عواقب اللجوء إلى انتخابات مبكرة في البلاد.
وعي وتنبّه
اعتبر المتحدث باسم الحركة الشعبية لتحرير السودان في الشمال، مبارك أردول، أنّ زمن الموت بسبب القضايا السياسية في البلاد قد انتهى، لكن النضال لاقتلاع «الدولة العميقة» بالكامل مستمر، معتبراً أن «الدولة العميقة ما زالت موجودة، وما زالت تضع المتاريس أمام عملية التغيير، وسنستمر في النضال لاقتلاع الدولة العميقة بالكامل ويكون السودان لكل السودانيين». إنَّ هذه التصريحات وبهذا المعنى تمثل مستوى التنبّه والحذر الموجود داخل الحركة السودانية، ودفعها باتجاه حلّ المشاكل من جذورها عبر «اقتلاع» جذور مسببيه
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 913