بومبيو في لبنان وفي المنطقة لضرب الكل بالكل
زار وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو بعض العواصم العربية والكيان الصهيوني ولبنان.
بعض وسائل الإعلام قالت: إن هدف الزيارة هو الترويج لصفقة القرن التي تطبخها الإدارة الأمريكية مستبقة انسحابها من المنطقة، والهدف إعادة التوازن لموازين القوى التي سوف يؤدي الانسحاب الأمريكي بخلخلتها في حال انسحابه مما يؤدي خطر وجودي على كيان العدو، وإدارة موازيين القوى في المنطقة في القاموس الأمريكي، لا تنتهي بالدعم المالي والعسكري للكيان وحسب على اعتبارة أضعف الإيمان، بل ينسحب إلى ضرب الكل بالكل والتوتير وإعادة خلط الأوراق لتجد القوى السياسية التي يمكن أن تعمل لصالح المنطقة نفسها تضرب نفسها بنفسها، فيذهب ريحها هباءً منثوراً وهذا ما تطمح له زيارة وزير الخارجية الأمريكي إلى لبنان.
بومبيو هل ينجح في إعادة البيعة ل 8 و 14 أذار
في المؤتمر الصحفي الذي تلى لقاء وزير الخارجية الأمريكي بالرئيس اللبناني ميشيل عون، جدد وزير الخارجية الأمريكي الدفع ضد حزب الله في محاولة لرص الصفوف في ثنائية وهمية على شكل مع حزب الله أو ضده، مع إيران أو ضدها وبما أن العامل السوري منخفض الوزن نتيجة الأزمة السورية, ووضع الأطراف اللبنانية في مأزق وانقسام، حيث قال الوزير الأمريكي: إن حزب الله يقوم بأنشطة عدائية بالنيابة عن إيران ويهدد السلم والأمن العالمي، وأن حزب الله شبكة إجرامية دولية تتاجر المخدرات، وأن حزب الله يضر بالوضع الاقتصادي اللبناني، والهدف التهديد المبطن لقوى سياسية ومالية لبنانية ترى أن أية عقوبات أمريكية على لبنان تضر بمصالحها، ويتجلى بوضوح الهدف الأمريكي لزرع الشقاق بين اللبنانيين والضغط على حزب الله.
عون إلى روسيا
يتجهه الرئيس اللبناني إلى موسكو في زيارة رسمية، والهدف بحسب لقاء للرئيس اللبناني مع وسائل إعلام روسية: الحصار الذي يفرضه الأمريكيون على المنطقة والحصار المالي على حزب الله الذي يهدد كل اللبنانين، والمساومة على اللاجئيين السوريين الذين يشكلون للحقيقة عبئاً على بلد صغير جغرافيّاً كلبنان، والهدف الآخر للزيارة: إدخال الروسي إلى القضية اللبنانية ودعم حق لبنان في الترسيم الحدودي البحري الذي يعيقه الأمريكي لحرمان لبنان من العوائد النفطية المهمة في حال تم إنجاز هذا الترسيم.
لن يلدغ المؤمن من نفس الحجر مرتين
القوى السياسية اللبنانية لم تساير وجهة النظر الأمريكية حول قضة حزب الله، الحلفاء كحركة أمل والرئيس عون ووزير الخارجية اللبناني ردوا على وزير الخارجية الأمريكي بعددٍ من المواقف على مواقفه المتشددة، أما تيار المستقبل على الطرف الآخر ففضل الصمت السلبي دون أي تفاعل مع الأمريكي في فهم جيد بأن الأمريكي يأتي ليضرب الكل بالكل، وأن القوى السياسية اللبنانية لن تنجر وراء الخطاب الأمريكي..
ورغم كل فداحة المشهد اللباني وسوء الطبقة السياسية اللبنانية، وإهدارها لفرص التنمية وإغراق لبنان بالديون، وانحيازها الطبقي الكامل للغرب وأدواته، إلّا أنّ التراجع الغربي والاستفزاز والابتزاز السياسي للقوى السياسية اللبنانية يدفعها بشكل موضوعي للخروج من هذه العلاقات، وإن لم تستطع هي بحكم انتهازيتها الخروج، فإن التيار الشعبي والحركة الجماهرية لن تنتظر أكثر.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 906