الستوك الأمريكي في سوق المليارات
أصبح كتحطم طائرة ركاب تابعة للخطوط الجوية الإثيوبية صباح اليوم الأحد 13 آذار وذلك بعد 6 دقائق من إقلاعها من مطار العاصمة الإثيوبية أديس أبابا إلى العاصمة الكينية نيروبي ثاني كارثة جوية طالت خلال أقل من أربعة أشهر طائرات «بوينغ 737 ماكس» الحديثة، في سابقة تاريخية لم يسبق لها مثيل في تاريخ الطيران المدني التجاري العالمي.
حيث إن الطائرة الإثيوبية من طراز «بوينغ 737 ماكس8» التي تحطمت قرب مدينة دبرزيت وسط البلاد وقتل جميع الأشخاص الـ 157 الذين كانوا على متنها، كانت لديها « «سرعة ارتفاع غير مستقرة» بعد إقلاعها من أديس أبابا. وقبل أربعة أشهر من ذلك، سقطت طائرة ركاب أخرى من ذات الطراز تابعة لشركة « «ليون أير» في مياه بحر جاوة أثناء تنفيذها رحلة داخلية في إندونيسيا، وراح ضحية هذه الكارثة جميع الأشخاص الـ 188 « الذين كانوا على متنها.
إندونيسيا قبل إثيوبيا
أثارت هذه الكارثة الأولى للطائرة من الجيل الرابع للشركة الأمريكية تساؤلات جدية في العالم، لاسيما بعد أن أعلن رئيس اللجنة الوطنية الإندونيسية لسلامة النقل، أن الطائرة المنكوبة تعرضت قبل يوم من الكارثة لمشاكل في الأجهزة الخاصة بتحديد ارتفاع التحليق والسرعة.
وطالبت السلطات الإندونيسية « «بوينغ» بتقديم توضيحات بخصوص سبب تحطم الطائرة التي أنتجت في عام 2018 ودخلت الخدمة قبل شهرين فقط من الحادث المأساوي.
فيما نفت الشركة بشدة أنباء عن عدم كشف الشركة تفاصيل عمل ما يسمى نظام منع التوقف ضمن قواعد استخدام الطائرة، الذي يهدف إلى منع الطيار من رفع مقدمة الطائرة بزاوية أكثر من اللازم أثناء إقلاعها، لأن ذلك قد يؤثر على سرعتها ويتسبب في توقف المحركات.
وفي سياق انخفاض وزن الولايات المتحدة الأميركية العالمي وعدم قدرتها السابقة على ممارسة الضغوط التي كانت قادرة على ممارستها سابقاً فقد اتخذت العديد من الدول إجراءات تعليق استخدام طائرات «بوينغ 737 ماكس» مثل سنغافورة والمكسيك.
وفي الأرجنتين أعلنت رابطة طياري البلاد أن الطيارين الأرجنتينيين يرفضون، بعد كارثة الطائرة الإثيوبية القيام برحلات، قبل حصولهم على ضمانات الأمن.
الكندي- سابق لأوانه
من جانب آخر لم يتمكن الحلفاء شديدو القرب من الولايات المتحدة من اتخاذ إجراءات مماثلة في بداية الأمر، حيث أعلن وزير النقل الكندي، أن الشركة الجوية الكندية لا تنوي وقف استخدام الطائرات، معبراً عن اعتقاده أن التخلي عن استخدام 41 طائرة من هذا النوع، «سابق لأوانه».
لكن وفي نهاية الأمر أعلنت السلطات الكندية أن على كافة شركات الطيران في البلاد تعليق رحلات طائرات « «بوينغ ماكس».
فيما انضمت الولايات المتحدة لاحقاً إلى قائمة واسعة من الدول التي منعت تحليق طائرات شركة بوينغ من طراز « «737 MAX «في قرار زاد من تعقيد وضع الشركة في الأسواق، رغم أن إدارة الطيران المدني الفيدرالي الأمريكية « (FAA) كانت قد صرحت قبل ذلك بأنها لا تنوي تعليق استخدام هذه الطائرات.
إذ هوى سهم «بوينغ»، بعد إعلان شركات طيران الصين وإثيوبيا وكايمان تعليق رحلات طائرات «بوينغ 737 ماكس» لأسباب تتعلق بالسلامة، وأغلق سهم شركة الطيران تعاملات يوم 12 آذار على انخفاض نسبته 5,33%، عند 400,01 دولار، بعدما كان قد هوى بنسبة 13% في بداية التعاملات. ويعد هذا أكبر انخفاض يومي تسجله أسهم «بوينغ» منذ 17 أيلول 2001، وهو أول يوم تداول بعد هجمات أيلول، وفي ظل هذا التراجع خسرت الشركة قرابة 22 مليار دولار من قيمتها السوقية.
أعلنت كل من نيوزيلندا وفيجي وكازاخستان قرارها بتعليق استخدام الطائرة، أما شركة « «ANAالجوية اليابانية التي تنوي شراء هذا النوع من الطائرات فقالت: إن خططها لم تتغير بعد.
في حين قالت شركة الطيران النرويجية: إنها ستطالب «بوينغ» بدفع تعويضات مالية لها، بعد وقف تشغيل طائراتها من عائلة «737 ماكس». وهي أولى من تطالب مصنع الطائرات الأمريكي «بوينغ» بتعويض مقابل وقت الطيران الضائع.
كما أغلقت دول عدة أجواءها في وجه هذ الطائرات بوينغ منها ودول الاتحاد الأوروبي والصين والهند إلى حين الكشف عن ملابسات حادثة الإثيوبية، وقبل ذلك، أعلنت كل من بلجيكا وإيطاليا وهولندا وتركيا وألمانيا وأستراليا وفرنسا وإيرلندا والنمسا وروسيا عن تعليقها تحليقات الطائرة في مجالها الجوي، وذلك بعد أن اتُّخذت قرارات مماثلة من قبل كل من ماليزيا وعمان ومنغوليا وإندونيسيا وإثيوبيا نفسها.
ثم حظرت مصر ولبنان والبحرين والإمارات والكويت والمغرب والعراق تحليق الطائرات، وقررت إيران إغلاق مجالها الجوي، وأخيراً انضمت بريطانيا إلى قائمة الدول التي فرضت حظراً.
وفي هذا السياق وبعد انخفاض وزن التكنولوجيا الأمريكية عالمياً وتحديداً في مجال الطائرات، حظرت الحكومة الروسية على شركة «بوبيدا» للطيران الاقتصادي إتمام صفقة لشراء 30 طائرة بوينغ «737 ماكس»، وعوضاً عن شراء طائرات «بوينغ» أوصت اللجنة «بوبيدا» ومالكها «آيروفلوت» بشراء 30 طائرة روسية من طراز «21»، وهي طائرة للمسافات المتوسطة.
وفي استغلال لسياق الحدث، حثت السيناتورة الديمقراطية والمرشحة لانتخابات الرئاسة الأمريكية المقبلة، إليزابيث وارن منافسة ترامب في انتخابات 2020 ، إدارة الطيران الفدرالية على تعليق رحلات هذه الطائرات في أجواء البلاد.
طراز F-35B كذلك
يأتي هذه الحادث عقب فقدان الثقة الذي نجم عن الكارثة الأولى التي تمثلت بتحطم أول مقاتلة من طراز F-35B خلال رحلة تدريبية في ساوث كارولينا. وهي من الجيل الخامس من مشروع قاذفة القنابل، حيث بدأت شركة Lockheed Martin Lightning II العمل على تصميم مقاتلة F-35 في الولايات المتحدة منذ أكثر من ربع قرن. وهي كبرى الشركات المصنعة للطائرات الحربية، الموازية لبوينغ أكبر الشركات المصنعة للطائرات المدنية. في سياقٍ متوازٍ لانخفاض الثقة المتسارع في تكنولوجيا الطيران الأمريكية عموماً.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 905