«فيتو» أمريكي لمشروع قرار أمريكي

«فيتو» أمريكي لمشروع قرار أمريكي

تستمر الخلافات والتجاذبات الحاصلة داخل الإدارة الأمريكية في الاشتداد والظهور، فبينما كانت «مشاريع القرارات والفيتو» موضوع صراع أمريكا مع بقية دول العالم داخل أروقة الأمم المتحدة، باتت هاتان المفردتان تتداولان بالصراع الداخلي في أروقة البيت الأبيض ومجلس الشيوخ.

بعد إعلان ترامب في منتصف الشهر الماضي عن إعلان حالة الطوارئ في الولايات المتحدة الأمريكية على إثر التجاذبات بينه وبين مجلس الشيوخ ذي الأغلبية من الديمقراطيين حول مسألة تمويل «جدار المكسيك»، صوت مجلس الشيوخ يوم الخميس الماضي لصالح مشروع قرار يقضي بإلغاء حالة الطوارئ الوطنية هذه، بنسبة 59 سيناتوراً بمقابل 41 ضده.

مسلسل إعلامي وقتال سياسي

يحظر مشروع القرار على ترامب أخذ الأموال لتشييد الجدار من أرصدة خصصها الكونغرس لتمويل مشاريع أخرى، وبحسب القانون الأمريكي فإن الوثيقة هذه تمرر لترامب لاتخاذ قرار بشأنها، حيث وقع الأخير بالـ «فيتو» ضده... عقب ذلك أعلنت رئيسة مجلس النواب «نانسي بيلوسي» أن المجلس سيصوت على تجاوز فيتو الرئيس في الـ 26 من الشهر الجاري، الأمر الذي يتطلب ثلثيّ الأصوات في الكونغرس الأمريكي بمجلسيه من الشيوخ والنواب لتحقيق ذلك... ليشكل هذا الأمر استمراراً لسلسلة من التصويتات والقرارات التي بدأت منذ مدة ولن تنتهي قريباً، تُعبّر عن مستوى الانقسام والخلافات السياسية والاقتصادية الحاصلة هناك.

من الحرب في الخارج، إلى الداخل

هذا الأمر لا يقف عند حدود «حالة الطوارئ الوطنية» بل وينسحب على مجمل الملفات والقضايا داخل الولايات المتحدة وخارجها، بتراجعها وتهيئتها استعداداً لانفجار الأزمة المالية القادمة، وحالة الطوارئ نفسها لا علاقة لها ببناء جدار المكسيك، فما هذا الأخير سوى الذريعة التي يسعى تيار ترامب للتحكم بزمام الأمور داخل البلاد من خلالها، لمواجهة الأطراف الأخرى وتقويضها ضمن حربٍ انتقلت من إمكانية تصديرها خارجاً لتفعل فعلها في الداخل.

نحو أزمة اجتماعية

مآلات هذا الانقسام السياسي والاقتصادي بتطوره وتأثيراته على الداخل الأمريكي، بالتوازي مع الأزمة المالية، سيفضي بالمحصلة إلى انفجار أزمة اجتماعية حادّة، ستضع الولايات المتحدة على المحكّ مباشرة، فيما بين إمكانية بقائها ضمن حدود دنيا أو تفككها وزوال «إمبراطوريتها».

معلومات إضافية

العدد رقم:
905
آخر تعديل على الإثنين, 18 آذار/مارس 2019 11:13