روسيا والخليج... نحو المزيد من التفاهم
أجرى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في السادس من الشهر الجاري جولة خليجية تناول فيها العلاقات الروسية الخليجية وآفاق التعاون المستقبلي بين روسيا ودول الخليج في مختلف المجالات.
حملت هذه الزيارة طابعاً إيجابياً لدى كل من الطرفين الروسي والخليجي، فقد أوضح لافروف خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية الإماراتي عبدالله بن زايد آل نهيان في «أبو ظبي»، أن المبادرة الروسية تقضي بتعزيز الثقة وإقامة التعاون في هذه المنطقة الحيوية بمشاركة جميع الدول. وأشار لافروف إلى أن لدى روسيا والإمارات مواقف مشتركة بشأن تسوية النزاعات في المنطقة.
وقال: «نحن على قناعة بأن استعادة وتعزيز الأمن مستحيل بدون تسوية تلك النزاعات والأزمات بطرق سياسية ودبلوماسية على أساس القانون الدولي»، موضحاً: أن موسكو و«أبو ظبي» تنطلقان من هذا الموقف فيما يتعلق بالوضع في كل من سورية واليمن وليبيا.
وقد اتفق الطرفان على ضرورة مواصلة محاربة الإرهاب وتهريب المخدرات وتجارة الأسلحة غير الشرعية وشتى أشكال الجريمة المنظمة.
وفي المجال الاقتصادي، أشار لافروف إلى نجاح الخطط المشتركة التي نُفذت بين روسيا ودول الخليج حيث قال: «بحثنا بالتفصيل المسائل التجارية والاقتصادية والاستثمار وآفاق تنفيذ المشاريع المشتركة في مجال المحروقات والطاقة الذرية والفضاء، وأكدنا على نجاح عمل الصندوق الروسي للاستثمارات المباشرة وشركة مبادلة للاستثمار الإماراتية، اللذين نفذا نحو 40 مشروعاً مشتركاً بقيمة ملياري دولار واتفقا على زيادة حجم الاستثمار في مشاريع جديدة».
وفيما يخص الشأن السوري، أكّد وزير الخارجية الروسي على أهمية استعادة الدور العربي في دفع الأمور باتجاه إيجاد حلول للأزمة السورية، ولفت إلى أن معارضة موسكو للوجود غير الشرعي للقوات الأجنبية على أراضي الآخرين. بدوره، قال بن زايد إن عودة سورية إلى الحضن العربي ضرورة للتصدي للنفوذ الإيراني والتركي. واتفق الجانبان الروسي والسعودي على أن تسوية الأزمة السورية يعني ضمناً التأكيد على أهمية القضاء على الإرهاب وإنجاح اللجنة الدستورية وعدم تسييس ملف اللاجئين والمساعدات الإنسانية. فيما أكدت الكويت أنها ستسعد بعودة سورية إلى جامعة الدول العربية.
يمكن فهم هذه المبادرة الروسية ضمن سياق مجموعة المبادرات التي يقوم بها الطرف الروسي مع عدد كبير من بلدان المنطقة، من أجل إيجاد تفاهمات للنقاط المختلف عليها، ومحاولة بناء أسس سياسية واقتصادية لعلاقات أكثر متانة بما سينعكس إيجاباً على دول الشرق بالعموم، وعلى سورية بالخصوص. فالحلفاء التقليديون للولايات المتحدة الأمريكية بدأوا يدركون جديّاً خطر الاستمرار بالتعاون مع هذا القطب المتراجع ويميلون شيئاً فشيئاً نحو خيار الاتجاه شرقاً بكل المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 904