موسكو تلوح بـ«أفكار جديدة» للحل الكوري
لا تزال تتفاعل عوامل الأزمة في شبه الجزيرة الكورية، مع تصاعد حدة التهديد من الجانبين، وفرض مجلس الأمن الدولي عقوبات جديدة على كوريا الديمقراطية، فيما يلي، نعرض أحد جوانب الموقف الصيني من الأزمة الكورية، كما ورد في مقال الخبير في الشؤون الدولية، خوا يي وان، والذي تم نشره في صحيفة «الشعب» الصينية اليومية.
لم يكن مستغرباً فرض مجلس الأمن الدولي عقوبات أكثر صرامة على كوريا الديمقراطية بعد تجربتها النووية الأخيرة. حيث اعتمد مجلس الأمن الدولي بالإجماع القرار رقم 2375 الذي يتضمن عقوبات جديدة صارمة ضد كوريا.
العقوبات غير نافعة
يعتبر الشعب الكوري أكبر ضحايا الأزمة الكورية مع تصاعد حدة التوتر في شبه الجزيرة. وقد أصدر مجلس الأمن سابقاً تسعة قرارات عقوبات ضد كوريا الديمقراطية على مدار السنوات العشر الماضية بهدف الضغط عليها لتتراجع عن برنامج تطوير الأسلحة النووية والتوقف عن تكرار إطلاق الصواريخ، ولا تهدف كل الدول الموافقة على العقوبات لتهديد معيشة الشعب الكوري، في محاولة لتجنب الرصاص الذي يؤدي إلى تدهور الوضع الإنساني في كوريا، بيد أنه خطوة في إطار المحافظة على نظام عدم الانتشار النووي في المجتمع الدولي.
مما لا شك فيه أن العقوبات الاقتصادية الموسعة التي فرضت على كوريا ستؤثر على معيشة الشعب. فعقب تنفيذ العقوبات التسع، باتت 90٪ من صادرات بيونغ يانغ محظورة، وجرى تعليق واردات الغاز الطبيعي المسال، وانخفضت واردات النفط الخام والمنتجات النفطية بشكل كبير.
إن الأمن والسلام في شمال شرق آسيا هو الأكثر تضرراً مع تصاعد حدة التوتر في شبه الجزيرة، وهي المسألة التي يمكن اعتبارها واحدة من المفرزات التي لا تزال على قيد الحياة من حقبة الحرب الباردة.
زادت القضية النووية في شبه الجزيرة من عوامل التعقيد والارتباك في الوضع الأمني في شمال شرق آسيا. وللاعتبارات الخاصة بالأمن القومي والاستقرار السياسي، تعمل كوريا الديمقراطية على ترسيخ معادلة الردع في المنطقة، معتمدة في ذلك على تطوير قدراتها النووية في وجه التهديد الأمريكي الوشيك من أراضيها.
بدورها، تنظر الولايات المتحدة إلى القضية الكورية انطلاقاً من استراتيجيتها في آسيا والمحيط الهادئ، وتظن أنها بالقوة يمكن أن تجبر بيونغ يانغ على التخلي عن تطوير أسلحتها النووية. لكن، العقوبات والضغوطات المفرطة، كما أثبتت التجربة، تجعل كوريا وغيرها من الدول التي تعرضت للحصار الأمريكي، أكثر قدرة على إيجاد الأدوات اللازمة لضمان سلامتها.
وحسب التصريحات الروسية الصينية المشتركة، فإن المجتمع الدولي لن يعترف أبداً بالوضع النووي لكوريا الديمقراطية، كما أنه ليس على استعداد لرؤية الحرب تبتلع شبه الجزيرة الكورية مرة أخرى. ويمكن القول: إن نزع السلاح النووي في شبه الجزيرة الكورية والمحافظة على السلام والاستقرار في المنطقة هو موضوع اتفاق مشترك للمجتمع الدولي.
الموقف الروسي من المبادرة الألمانية
أكد نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، أن موسكو مهتمة باقتراح خاص بتبني نموذج تسوية القضية النووية الإيرانية لحل قضية كوريا الديمقراطية، لكنه شكك في جدوى مقارنة وضع الدولتين ومواقفهما.
وقال ريابكوف: إن روسيا تقدر الاقتراح الذي قدمته المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، حول اعتماد تجربة مفاوضات «5+1» مع إيران، لاستئناف الحوار مع بيونغ يانغ، موضحاً أن الوضع الحالي في كوريا يتطلب تبني مقاربة مبدعة، ومشيراً إلى خطورة استمرار الدوامة الحالية، عندما يتم اعتماد السيناريو نفسه للتعامل مع القضية، مرة تلو الأخرى، رغم وجود ما سماه «أفكاراً جديدة» ممكنة لحل الموضوع الكوري.
وشدد ريابكوف على أنه لا تجوز المقارنة بين قضيتي إيران وكوريا الديمقراطية «كملفين متوازيين»، موضحاً أن: «ما يميز كوريا الشمالية عن إيران يكمن في أنها تحولت إلى دولة طورت فعلاً تكنولوجيا الأسلحة النووية، لدرجة تسمح لها بإجراء اختبارات لقنابل نووية والتحرك نحو التطوير المستدام لوسائل نقل الأسلحة النووية وتحديداً الصواريخ الباليستية... خلافاً للحالة الإيرانية».
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 828