ذكرى الصفعة الفيتنامية  هكذا انتصر مزارعو الأرز؟

ذكرى الصفعة الفيتنامية هكذا انتصر مزارعو الأرز؟

كانت فيتنام تحت الاحتلال الياباني في النصف الأول من القرن العشرين، وبعد هزيمة اليابان سيطرت المقاومة الفيتنامية «الحزب الشيوعي وجيش التحرير الوطني» على شمال البلاد وعاصمتها هانوي، بقيادة هو شي مينه، بينما احتل البريطانيون والفرنسيون جنوب البلاد وعاصمتها سايغون 1945. 

خاض الفيتناميون معارك حرب العصابات العنيفة لطرد الفرنسيين، وفي عام 1949 أقيمت جبهة معادية للاستعمار الفرنسي ضمت فيتنام ولاووس والصين، فأقرت فرنسا بهزيمتها العسكرية في فيتنام، وأعلنت استقلال فيتنام ولاووس وكمبوديا، وخاصة بعد معركة ديان بيان فو بقيادة الجنرال جياب 1954.
مقاومة الاحتلال الأمريكي
بعد هزيمة فرنسا، بدأ تدخل الولايات المتحدة التي أرسلت قواتها إلى فيتنام الجنوبية عام 1963، وفرضت حكومة موالية لها، فتأسست جبهة التحرير الوطني في فيتنام الجنوبية «قوات الفيتكونغ» لمقاومة الاحتلال الأمريكي وتوحيد فيتنام التي سرعان ما التف حولها الفلاحون، وشنت أعمال المقاومة ضد الأمريكيين والقوات الفيتنامية الجنوبية، وكانت مدعومة من جمهورية فيتنام الديمقراطية «فيتنام الشمالية».
ارتكبت الولايات المتحدة جرائم عديدة ضد الفيتناميين، وكان الجنود الأمريكيون يقصفون القرى الفيتنامية بالمدافع، ومن تنفذ ذخيرته يحصل على صندوق مشروبات كحولية كهدية، فضلاً عن قصف المدن والقرى بالنابالم الحارق والقيام بالعديد من المجازر ضد المدنيين، حيث بلغت المجازر التي ارتكبتها القوات الأمريكية 360 مجزرة موثقة في فيتنام، منها مجزرة ماي لاي التي راح ضحيتها خمسمئةٍ وأربعة فلاحين فيتنامي.
كذلك قام سلاح الجو برش أطنان من المواد السامة على الأراضي الفيتنامية مما أدى إلى ولادة مئات ألوف الأجنة المشوهة، ولم تقتصر الانتهاكات على الولايات المتحدة بل في فيتنام الجنوبية الموالية للولايات المتحدة أيضاً، حيث فرض حكم بوليسي على جنوب فيتنام وسجن وأعدم الالاف.
رغم ذلك، لم يستسلم الثوار الفيتناميون، وقاوموا الغزو الأمريكي بشراسة، وكان هوشي منه يلقي الخطب الحماسية التي يبدأها بـ«أبنائي المواطنين بناتي المواطنات»، ويضع الخطط العسكرية بالتعاون مع الجنرال فون نغوين جياب، وكانت المقاومة الشيوعية تهاجم الجيش الأمريكي في الأدغال، لكن ذلك لم يمنع حصول معارك في المدن مثل: معركة هانوي 1968، إلا أنه عموماً كان أسلوب الفيتكونغ يقوم على أساس الهجمات الخاطفة في الأدغال، ومن ثم الاختباء في خنادق تحت الأرض.
وبعد اشتداد الحرب، أرسلت الصين 300 ألف مقاتل للقتال بجانب الفيتناميين، أما السوفييت، فقد تكفلوا بالدعم اللوجستي، مما جعل الكفة تميل لصالح الفيتناميين خصوصاً بعد هجوم تيت عام 1968، والذي كان حملة عسكرية كبرى بقيادة الجنرال جياب وإشراف هوشي منه تهدف إلى القيام بهجوم واسع لدفع القوات الأمريكية إلى خارج الحدود.
لقد انسحبت الولايات المتحدة من فيتنام عام 1969، وانتهى هجوم تيت عام 1975 بتحرير سايغون عاصمة جنوب فيتنام والتي سماها الشيوعيون مدينة هوشي منه تخليداً لزعيمهم الراحل.
أرقام ودروس تاريخية
طرد الشعب الفيتنامي الاحتلال الأمريكي الذي أرسل قوات ضخمة إلى هذه البلاد: بلغ عدد قوات الولايات المتحدة في فيتنام الجنوبية عام 1961 حوالي 400 جندي معظمهم استشاريون، ارتفع إلى 11 ألف جندي عام 1962، ثم 16500 جندي عام 1963، ومع اشتداد المقاومة ضدهم بلغ عدد قواتهم هناك 200 ألف جندي عام 1965، ليرتفع إلى 550 ألف عام 1968، إضافة إلى 800 ألف من قوات فيتنام الجنوبية، و69 ألف جندي من استراليا ونيوزيلاندا والفليبين وكوريا الجنوبية وتايلاند.
سببت المقاومة خسائر كبيرة للولايات المتحدة الأمريكية: 57 ألف قتيل وعشرات الآلاف من الجرحى و150 ألف أسير، وكانت خسائر الشعب الفيتنامي مليون و200 ألف قتيل و3 ملايين جريح و13 مليون لاجئ.

معلومات إضافية

العدد رقم:
813