ليبيا تحت نيران «الأمل الموعود» و«الرمال المتحركة»!
انتقلت المعارك في ليبيا مؤخراً اتجاه الجنوب، بعد أن هدأت المعارك في منطقة الهلال النفطي على السواحل الليبية، وهو ما يشير إلى دخول الأزمة الليبية عسكرياً منعطفاً جديداً، ربما يكون دافعاً للقوى الدولية نحو تفعيل المسار السياسي، أو نحو تعقيدها أكثر مما هي عليه اليوم...
التوافق الدولي، هو الوحيد القادر على نقل الملف الليبي نحو وضع سياسي جديد، وهو ما يفسره عجز مارتن كوبلر، مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا، عن المضي قدماً في مسار الحل السياسي، لكن هذا الوضع لا يمكن أن يدوم طويلاً، بالنظر إلى التغيرات المتسارعة على الأرض.
معارك الجنوب
أطلق قائد الجيش الليبي، المشير خليفة حفتر، عملية «الرمال المتحركة»، جنوب البلاد، وردت عليه حكومة «الوفاق الوطني» بعملية «الأمل الموعود»، لينشب صراع بين قوات الجيش الليبي من جهة، وقوات تابعة لحكومة الوفاق وميليشيات مصراته من جهة أخرى، وتركزت المعارك في محيط قاعدة «تمنهنت» الجوية وسط الصحراء الليبية، والتي تبعد 30 كم شمال مدينة سبها.
أدت هذه المعارك إلى تفاعل سفراء روسيا، والولايات المتحدة وبريطانيا، وفرنسا، والصين، مع الأحداث في ليبيا، حيث أكدوا في بيان مشترك «دعم تنفيذ الاتفاق السياسي الليبي من أجل تخفيف معاناة الشعب، وعن القلق البالغ إزاء التهديد الإرهابي لليبيا». ولفت السفراء الخمسة أنّ «هنالك فرقاً بين أعمال مكافحة التهديد الإرهابي والأنشطة التي يمكن أن تؤدي إلى مزيد من تدهور الأوضاع في ليبيا»، وبناءً على ذلك، دعوا الأطراف كافةً إلى «تخفيف التصعيد بشكل كامل على أساس حوار سياسي موسع وشامل وتجنب القيام بالأعمال الاستفزازية».
الاستمهال الأمريكي ليس أبدياً!
لكن، ورغم التوافق الدولي على ضرورة تخفيض مستوى العنف، وضرورة مكافحة الإرهاب، إلا أن أطرافاً دولية لم تحسم بعد توجهاتها في ليبيا، والمقصود هنا الولايات المتحدة، التي يثير مسؤولوها رسائل غير مباشرة عن نوايا تقسيم في ليبيا، وبالتالي، فإن الإجراءات الجدية لدعم الأطراف الليبية، ومكافحة الإرهاب بشكل جدي ما زالت في إطار التصريحات، وهي ما تثير اللغط داخل ليبيا حول مسألة مكافحة الإرهاب، حيث تتداخل الفصائل المسلحة ويختلف تصنيفها، بغياب تعريفات واضحة في هذا الصدد.
في هذا السياق، يمكن القول: إن «الاستمهال» الأمريكي في خَطّ استراتيجية واضحة ومعلنة للأزمة الليبية، يعرقل مساعي الأمم المتحدة في إتمام مهمتها، لكن تطورات الأوضاع العسكرية التي تحمل تغيرات سريعةً في الأشهر القليلة الماضية، نحو دعم دولي متزايد لبرلمان طبرق، والجيش الليبي هناك، من شأنه أن يدفع بالأمريكيين إلى القبول بتيسير عملية الحل تحت الأمر الواقع.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 807