المسلمون... ونحن معهم.... كلمة إلى البابا من المطران باسيلوس منصور..

وجه مطران طرطوس وصافيتا باسيلوس منصور كلمة إلى البابا جاء فيها:

يا سيادة الحبر الأعظم إننا - نحن المسيحيين في الشرق - منزعجون لما سمعنا عنه حول تهجمكم على إخوتنا المسلمين في مسقط رأسكم خلال محاضرة ألقيتموها لأناس ذلك البلد الراقي فكرياً واجتماعياً وإنسانياً. لقد استشهدت بأقوال الإمبراطور البيزنطي وقد احترنا بأمرنا لماذا التجأ البابا بندكتوس إلى أقوال رجال الحرب والعسكر. لماذا لم يعد البابا باستشهاداته إلى الشاهد التاريخي الذي دافع فيه سكان القسطنطينية المسيحيين عن جامع المسلمين في عاصمة الروم قبيل الحملة الصليبية الرابعة؟ لماذا لم يستشهد بفكر القديس فوتيوس الكبير بطريرك القسطنطينية حول اتصاله بالخليفة العباسي ودعوته للتعاون بين الأمة المسيحية والأمة الإسلامية، لأنه في ذلك الخير العميم للعالم؟ لماذا لم تلجأ إلى فكر القديس غريغوريوس بالاماس المنفتح على المسلمين برغم أسر الأتراك له. هل ينسى شخص مثلك كيف تعاون المسيحيون الشرقيون مع صلاح الدين ضد قوات الصليبيين.
 سيادة الحبر الأعظم: إن الكثيرين من إخواننا المسلمين يبارونا محبة لله وتطبيقاً لأعمال الرحمة.

 بالله عليك وأناشدك أن تلتقي معهم في حوار المحبة والانفتاح، ولندعو بعضنا بعضاً لنبذ كل التعابير والجمل والنصوص والمفاهيم القاسية الموجودة في تكويننا الثقافي. وإذا نبذنا كل ذلك من ثقافاتنا، سنجد أننا وإياهم نلتقي أمام المعنى الحقيقي والواقع الذي لا مفرَّ منه لحضور الله الرحمن المخلص والرحيم. هل سمعتم مرَّة الآية القرآنية التي يأمر بها الله بإكرام الوالدين «واخفض لهما جناح الذل من الرحمة ولا تنهرهما ولا تقل لهما أفّ, وقل ربِ ارحمهما كما ربياني صغيرا»؟. هل سمعتَ «وأما السائل فلا تنهر وأما اليتيم فلا تقهر»؟. إنَّهم أهلُ حِوار «ولا تجادلوا أهلَ الكتاب إلا بالحسنى, وادفع بالتي هي أحسن». «عبادي الذين يمشون على الأرض الهوينى وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً». نسألك بالله أن تقول لنا هل ينقص هذه الآيات أي خير. أليست بعيدة كل البعد عن الشر. نسألك كلمة طيبة تطفئ الغضب كما يوصيك سيدك وسيدنا يسوع المسيح، واقتد به فقد كان وديعاً ومتواضع القلب. إنَّ كلمة واحدة من الاعتذار تعيد لمركزكم بهاءه الروحي ونور المحبة الذي تشوش بما فهمناه عن خطابكم. حتى ولو كنت لا تقصد ما فهمه إخواننا المسلمون ونحن معهم، فلن يضرَّك شيء أن تقول كلمة اعتذار للذين آذاهم ما ذكرته ولو عَرَضاً عن دينهم. فإذا قلتها ستكون حبراً أعظم وكبيراً كمعلمك.

معلومات إضافية

العدد رقم:
282