قريباً على الشاشة الهوليوودية: بوش وحكومة الظل

ضمن السيناريو الهوليوودي لتسويق الحرب النفسية الإعلامية في الداخل والخارج لتسويغ الحرب المعلنة على ما تسميه واشنطن الإرهاب بحسب قواميسها والهروب إلى الأمام من الأزمة الأمريكية، أحيا الرئيس الأمريكي جورج بوش خطة تعود إلى الحقبة التي عُرفت بالحرب الباردة ووَضعها موضع التنفيذ، وهي تقضي بوجود «حكومة ظل» تعمل في مخابئ سرية خارج واشنطن في حالة وقوع «هجوم« يؤدي إلى «كارثة»…

وقال مسؤولون أمريكيون فضلوا عدم ذكر أسمائهم إن العملية التي وُصفت بالاحترازية والتي تستهدف ضمان استمرار الحكومة في عملها وُضعت موضع التنفيذ في الساعات الأولى بعد أحداث الحادي عشر من أيلول في نيويورك وواشنطن…(!!؟)

  خطة حكومة الظل، التي أعدت أصلاً للتعامل مع «مخاطر هجوم نووي« إبان فترة الحرب الباردة، تعود لفترة الرئيس دوايت آيزنهاور (1953-1961) حيث وضعت موضع التنفيذ في ظل المخاوف التي كانت تُروج في حينه للداخل الأمريكي وللخارج على حد سواء لمواصلة سباق التسلح الدولي… وقد تم استحضارها اليوم في ظل تهويشات تفيد بأن تنظيم القاعدة الذي تحمّله واشنطن مسؤولية أحداث أيلول ربما كان يمتلك سلاحاً نووياً يمكن حمله ونقله (ولكن السؤال: كيف وعن طريق من وبأي بساطة؟!!)

  ونُقل عن مسؤول كبير شارك في تنفيذ الخطة أن القوة المدنية في المخابئ السرية الموجودة تحت الأرض يتراوح عددها بين 70-150 شخصاً بدأوا بالفعل بالتناوب على أداء مهامهم «الوزارية« بواحد أو اثنين من المواقع الحصينة شرقي الولايات المتحدة وهم يشكلون حكومة تتمثل مهمتها عند الهجوم المفترض في منع حدوث انهيار في الوظائف الحيوية مثل ضمان استمرار إمدادات الطعام وشبكات الطاقة والاتصالات والصحة العامة والأمن والنظام، وبعد ذلك تبدأ في إعادة تشكيل الحكومة الأمريكية…

  والجدير ذكره أن أنشطة نائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني ومكان وجوده محجوبة عن الأنظار بشكل صارم تكتنفه الإثارة والغموض، وهو يعمل في أحيان كثيرة في «مكان سري آمن» ونادراً ما يكون في المكان نفسه مع بوش «لأن تشيني في أسوأ الاحتمالات يخلف بوش في منصب الرئاسة ويكون بحاجة للمساعدة في تسيير عمل الحكومة…» كما أن كبار زعماء الكونغرس الأمريكي تم إجلاؤهم عن مبنى الكابيتول بالحوامات العسكرية في خلال ساعات من عمليات أيلول حيث عادوا في المساء إلى درج المبنى ليقفوا في «استعراض» للقوة والوحدة أمام عدسات الصحفيين والمحطات التلفزيونية التي تحملت العبء الأكبر في الترويج للحملة العسكرية الأمريكية وتسويغها…

  بعض المراقبين الذين يعتقدون أن عمليات أيلول هي من إعداد وإخراج أجهزة المخابرات الأمريكية وحلفائها وعملائها باتوا ينتظرون اليوم الاختبار العملي الذي سيُدفع إليه بوش طواعية وشراكة أو على مبدأ «الرئيس آخر من يعلم» لحكومة الظل المذكورة وظروف عملها وذلك من خلال إجراء تجربة تفزيعية نووية صغيرة توقع ضحايا أمريكيين (لا بأس!) شريطة أن تكون كافية لحشد الأنصار والمتعاطفين ولملمة صفوفهم في الداخل والخارج بعدما بدأ عقد ما سمي بالتحالف الدولي ضد الإرهاب بالانفراط ولاسيما مع الخطط الأمريكية الصهيونية الهادفة إلى توسيعه ليطال دول «محور الشر» بحسب توصيف بوش…

 

  ويذكر المراقبون جيداً أن الصحافة الأمريكية ذاتها كشفت النقاب عن أن مختبرات وزارة الدفاع الأمريكية هي المسؤولة عن انتشار فيروس الجمرة الخبيثة وهلعه في الداخل الأمريكي وذلك ضمن السيناريوهات الأمريكية الاحتكارية ذاتها …

معلومات إضافية

العدد رقم:
170