حقائق حول الوضع في الكونغو

ضحايا مجزرة الكونغو حتى الآن 3.5 ملايين قتيل!!

أمضى لودو مارتينز رئيس حزب العمل البلجيكي معظم الفترة الواقعة بين حزيران 1997 وشباط 2001 في الكونغو، وله علاقات وثيقة مع قادة النظام الجديد هناك. وقال في مقابلة صحفية لجريدة «سوليدير» أن الولايات المتحدة الأمريكية ترتكب مجزرة حقيقية في الكونغو في جو من عدم الاهتمام العام، والمفارقة أن إحدى المؤسسات الأمريكية هي التي أحصت في أيار /2000/ زيادة نسبة الوفيات في الأراضي الكونغولية المحتلة من قبل الجيوش الرواندية والأوغندية وأثبتت وجود مليون وسبعمائة ألف متوفٍ إضافي بسبب الحرب والاحتلال.

وقالت هذه المؤسسة: في كل شهر يموت 100 ألف كونغولي مما يقودنا إلى رقم (2.700) مليون في أيار 2001 هذا فقط في المناطق الشرقية التي تجري فيها الحرب، أما في المناطق المحررة وخاصة في كينشاسا فقد ازدادت الوفيات مما يجعلنا نتأكد أن عدد الضحايا قد تجاوز حتى الآن ثلاثة ملايين شخص.

وننشر فيما يلي مقتطفات من اللقاء الذي أجرته الصحيفة مع لودو مارتينز رئيس حزب العمل البلجيكي:

هل هناك إثباتات أن الأمريكيين وراء الأحداث المأساوية في الكونغو؟!

في 3 آب 1998 قام أحد الضباط الروانديين باختطاف ثلاث طائرات مدنية ملأها بالجنود، وطار مسافة (1500)كم في الأراضي الكونغولية بهدف احتلال قاعدة عسكرية تبعد (200) كم عن كينشاسا، وبهذه الطريقة تم نقل (3000) جندي استعداداً لاحتلال كينشاسا، والمعلوم أن كل من يختطف طائرة يثير الإعلام الغربي ضجة حوله ويعتبره إرهابياً، بينما في هذه الحالة لم يتحرك أحد، وهذا دليل على أن الأمريكيين كانوا على علم بكل ذلك وأشرفوا عليه.

في 11 آب 1998 قامت هذه القوات بقطع التيار الكهربائي عن كينشاسا التي يقطنها 7 ـ 8 ملايين إنسان وقد عينت الولايات المتحدة سفيراً لها المدعو (سوينغ) الذي قاد احتلال هاييتي من قبل الجيش الأمريكي. إن ما كان يقلق الأمريكيين هو أن كابيلا كان على طريق النجاح، وكانت الكونغو يمكن أن تصبح بلداً مستقلاً يتصرف بحرية بثرواته الهائلة الموجودة فوق أرضه وتحتها بحرية، وكان يجب كسر هذه الحركة التي تتطور وتلهم كل أفريقيا.

 كيف قُتل كابيلا؟!

 حسب المعلومات المتوفرة في أوساط مطلعةِ في كينشاسا، أنه كان ضحية مؤامرة واسعة، فقد خصص الأمريكيون لهذه العملية (30) مليون دولار منذ تشرين الأول 2000، هذه المبالغ مرت عبر باريس وجوهانسبرغ إلى البرازافيل، وقامت زوجة أحد الضباط الكبار بنقل هذه المبالغ من البرازافيل إلى كينشاسا، وقد تبين أن بعض الأوساط التجارية اللبنانية كانت متورطة في هذه العملية، وأن أحد مساعدي كابيلا وهو (كابينت) هو منظم هذه المؤامرة، والذي استطاع تأليب الحرس الشخصي الذين يقودهم ضد كابيلا، والذين كانوا مرتبطين به.

كما تبين أن عدداً من سكرتاريي الرئاسة كانوا متورطين في هذه العملية إلى جانب رئيس جهاز الأمن، وقام أحد اللبنانيين بنقل مسدس كاتم للصوت من البرازافيل إلى كينشاسا، وبدوره قام أحد أمناء سر القصر بنقل المسدس إلى القصر، وبعد أن تم الاغتيال، ومن أجل أن يخفي (كابينت) آثار الجريمة، قام باختطاف (12) لبنانياً وقتلهم بحجة تورطهم فيما جرى لإخفاء آثار ذلك الشخص الذي نقل المسدس كاتم الصوت.

 هل عرفت كابيلا عن قرب؟!

 لقد كنت أعرف دوره في الثورة الشعبية بين أعوام 1964 ـ 1968 التي قادها بيير مولوليه، حينها كان كابيلا قائداً للجبهة الشرقية حيث قاتل إلى جانب غيفارا في عام 1965.

في السبعينات أقمنا علاقات مع حزب الشعب الثوري الذي قاده كابيلا والذي كان يقوم بحرب أنصار في المناطق الشرقية.

حينما عقد حزبنا مؤتمره الأول حضره كابيلا شخصياً لتأكيد أهمية التضامن الأممي بين الثوريين البلجيك والكنغوليين، وألقى خطاباً في مؤتمرنا في 2 تشرين الأول 1979، ومنذ ذلك الحين وحتى قيام حرب التحرير في تشرين الثاني 1996 التقيت به ثلاث مرات، وعندما أصبح رئيساً للكونغو زرت كينشاسا /12/ مرة حيث أمضيت العام الماضي كله فيها...

 تفاصيل أخرى في عدد قادم