تحت الحزام... استقالة الـ 200 مليون

ذات مرة حدث في التاريخ أن أقل من مليار رجل وامرأة حرروا الصين وعمَّروا لأبنائهم دولة... وأي دولة؟..

وفي بقعة أخرى من هذا التاريخ حدث أن بضعة ملايين مشرد وأزعر احتلوا ما سماه أحفادهم بالولايات المتحدة، وصاروا دولة... وأي دولة؟.

وحدث في تاريخ العرب أن سليلي غسان وعدنان وآل قحطان الذين صاروا مئتي مليون قد حرروا واحداً وعشرين من أصل اثنتين وعشرين دولة لم يبق منها ولا دولة... أي دولة!...

وأي أرنب؟

دق الساحر القبعة السوداء بطرف عصاه، فتقافز منها مئتا مليون أرنب أخضر.. أرنب يمسك بذنب أرنب.. وكل أرنب يقرض جزرة ويطلب من الساحر الأسمر جزرة.

الأرنب الوحيد ذو اللون الأبيض رفع رأسه كالنسر فوق كل الرؤوس وسأل بدهاء ثعلب: أين باقي الجزرات.؟.

رفع الساحر حاجبه الأيسر وأنزل الحاجب الأيمن بغضب فرُفع الأرنب على الدولاب، وحُفِّظ خطابات الأمة، وتُليت عليه آية الكرسي، فصار لونه أخضر. (هكذا انقطع نسل الأرنب الأبيض صبيحة الاستقلال)!.

سمع الأرانب في النشرة المسائية أن انقلاباً وقع في مملكة السحرة، وأن الحاوي الأكبر الذي أطاح بالطاغية أباح صيد الأرانب في المحميات ولا يسمح بعد اليوم إلا بتربية الدجاج لأنه أوفر للاقتصاد وأضمن لاستقرار البلاد!

ضرب الأرانب الخضر الهواء «بأجنحتهم» مهللين وصاحوا بصوتٍ واحد.. بق بق بقيق.

وأي قمة؟

بعد الاستقلال مباشرة عقد اثنان وعشرون ملكاً وأميراً ورئيساً عروبياً القمة العربية الأولى لمناقشة النصر الذي أحرزوه «هم» لشعوبهم على الاستعمار الفرنسي والبريطاني والطلياني!. وأقسموا على قيادة المسيرة حتى تحرير الشبر الأخير من التراب.

بعد نصف قرن من الاستقلال الكامل والشامل عقد الاثنان والعشرون ملكاً وأميراً ورئيساً أنفسهم القمة العربية الثانية لمناقشة عجز مئتي مليون عربي عن تحرير فلسطين، ومسؤولية الشعوب العربية «كلها» عن الهزيمة أمام هذا الكيان الهزيل المسمى إسرائيل!.

وبما يتوافق مع ضرورات المصلحة القومية، وبكامل المسؤولية أقسم القادة على إسقاط الشعوب العربية وانتخاب غيرها!. هكذا فقط يمكن ضمان انعقاد القمة العربية الثالثة بالملوك والأمراء والرؤساء أنفسهم بعد خمسين عاماً!..