رائد الفلاحي رائد الفلاحي

احذروا الفخ الأمريكي!!

أمريكا تعد العدة في خريف هذا العام، لإعلان الحرب في منطقة «الشرق الأوسط»!!
أمريكا تريد تكرار السيناريو الأمريكي في أفغانستان على العراق وسورية وإيران..
أمريكا الأداة الرئيسية لتنفيذ مشروع الحكومة العالمية الهادف إلى تقسيم الدول وتفتيتها وفرض الهيمنة عليها

نشرت الجريدة «المستقلة» بتاريخ 6/2/2002 مقالة بعنوان «ستبدأ الحرب على العراق في أيلول 2002». ونظراً لأهمية هذه المقالة وما تحتويه من معلومات وعن خطط أمريكا ضد منطقة الشر ق الأوسط، نعرض للقارئ الكريم أهم المحاور والأفكار الرئيسية في هذه المقالة.
وكما هو معروف فإن جريدة «المستقلة»هي جريدة الملياردير الماسوني بيروزوفسكي، وثيق الصلة بالمؤسسات المالية والاقتصادية الدولية، ووثيق الصلة باللوبي اليهودي الأمريكي، ووثيق الصلة أيضاً بجهات غربية متعددة، وبالتالي فإن مصادر هذه الجريدة كثيرة ومتنوعة وأحياناً هامة فيما تنشره.

تشير مصادر مطلعة روسية، إلى أن أمريكا تعد اليوم العدة في خريف هذا العام، لإعلان الحرب في منطقة الشرق الأوسط، وأن تحديد إعلان الحرب في أيلول 2002 مرتبط ارتباطاً وثيقاً بالسنة المالية الجديدة الأمريكية، وأن الميزانية العسكرية الأمريكية لعام 2002، تعد ميزانية ضخمة (بلغت النفقات العسكرية الأمريكية 333 مليار دولار لعام 2002، والمقترح لعام 2003 هو 379 مليار دولار) وهي مرتبطة بما يسمى بـ «مكافحة الإرهاب الدولي»، إذ تم تخصيص 29 مليار دولار كمبلغ إضافي لعام 2002 من أجل «مكافحة الإرهاب الدولي».!!
وتؤكد الجريدة، بأن الولايات المتحدة قد استخدمت التحالف الشمالي الأفغاني أداة رئيسية وهامة لـ «تقويض» حركة طالبان، واليوم فإن أمريكا تريد تكرار السيناريو نفسه على منطقة الشرق الأوسط، حيث سيوكل لبعض القوى في هذه المنطقة بأن يقوموا بالدور نفسه الذي قام به التحالف الشمالي الأفغاني في بلدانهم من أجل أسقاط هذه الأنظمة.
وكما توضح الجريدة، فإنه يجري التحضير والاستعداد منذ الآن لإعلان الحرب في منطقة الشرق الأوسط وبشكل حثيث وسريع وكامل، وإن بعض بلدان الناتو وخاصة ألمانيا وإيطاليا بدأت تهيئ وتحرك قواتها العسكرية لذلك الغرض، وتتم هذه الاستعدادات تحت غطاء ما يسمى بمكافحة الإرهاب الدولي في أفغانستان. وكما هو معروف، فإن المهمة الرئيسية في أفغانستان اليوم ـ على الأقل ـ قد انتهت، (بقدرة قادر تم «تقويض» حركة طالبان) وفيما يخص حركة طالبان، (فعلاً إنها مسرحية ذكية)، ولا يمكن لأي سياسي أن يصدق اليوم أن مهمة تواجد قوات حلف الناتو في أفغانستان  وجمهوريات أسيا الوسطى (جمهوريات الاتحاد السوفييتي السابق) هي إلقاء القبض على بن لادن والملا عمر..!!
وحسب المصادر الروسية، فإن أمريكا تسعى إلى استخدام بعض القوى الكردية في كردستان العراق كقوة رئيسة وحليفة لها لتنفيذ مخططها في منطقة الشرق الأوسط، وذلك على حساب المصالح الحقيقية للشعب الكردي نفسه.
وحسب معطيات المخابرات العسكرية الروسية، فإن أمريكا قد كسبت إلى جانبها فعلاً بعض القيادات، وقدمت لهم وعوداً وضمانات من أجل حصولهم على الاستقلال، وأن ثمن هذا الاستقلال ليس إسقاط هذه الأنظمة الدكتاتورية فقط، بل أيضاً العمل على إقامة علاقات صداقة مع تركيا!!.
تؤكد الجريدة «المستقلة»، أن أمريكا قد أنهت العمل فيما يخص إعداد مدارج للطائرات حتى تتمكن الطائرات من الهبوط والإقلاع في هذه المنطقة، ويتم حالياً شراء الأسلحة السوفيتية ـ الروسية (أسلحة خفيفة)، ولكن من غير المعروف حتى الآن هل ستبدأ أمريكا وحلفاؤها في الناتو (ولا يستبعد مشاركة إسرائيل في ذلك) بعملية القصف الجوي في وقت واحد ضد العراق وسورية وإيران، أم يبدأ الناتو قصفاً جوياً على صدام حسين كخطوة أولى؟!

وتنقل الجريدة «المستقلة» عن الجريدة الإسبانية «la varguadia»، إلى أن إحدى خطط البنتاغون هي إسقاط نظام صدام حسين خلال  ـ8 ـ أسابيع، وتهدف خطة أمريكا أولاً القضاء على ا لقوات العسكرية البرية وسلاحه الجوي، وبعد ذلك يتم إعلان «انتفاضة» الشعب العراقي، وبعدها يتم تنصيب قائد عراقي موالٍ لأمريكا مئة بالمئة، كما فعلت أمريكا في أفغانستان، حيث نصبت حميد قرضاي رئيساً  للحكومة الأفغانية المؤقتة، ( تشير المعلومات إلى أن قرضاي حصل على المواطنة الأمريكية، ورجل أعمال أمريكي..) وتنفيذ أمريكا السيناريو الإفغاني على كل من العراق وسورية وإيران، وسوف تقوم أمريكا ببناء قواعد عسكرية لها في هذه البلدان كما فعلت في كوسوفو!!، وبالتالي تستطيع أمريكا أن تهيمن وتضمن النفط العربي مائة بالمائة لها، كما تسعى إلى بناء خط لنقل النفط باكو ـ تركيا عبر هذه المناطق والدول «الحليفة» لها!!
وحسب رأي المحللين السياسيين العسكريين الروس، فإن هذا المخطط سوف يتم تنفيذه، وبشكل سريع، كما فعلت أمريكا في جمهوريات أسيا الوسطى (جمهوريات الاتحاد السوفييتي السابق)، وأن روسيا، لحد الآن لم تتخذ أي إجراء باستثناء البيانات السياسية والتأييد و«المساندة» العسكرية وتواجد الخبراء العسكريين في سورية وإيران، وإذا أعلنت أمريكا الحرب في هذه المنطقة فإن الأمر سوف يكون في غاية التعقيد وستكون نتائجه خطيرة ليس على المنطقة وحدها، بل وعلى العالم أجمع، وهذه الحروب ستكون طويلة الأمد ومكلفة لأمريكا وحلفائها.
إن الموقف الرسمي الروسي المعلن والذي عبر عنه رئيس الوزراء  الروسي ميخائيل كاسيانوف ووزير الدفاع الروسي سيرغي إيفانوف، بأن روسيا لن تساند جورج بوش في استمرار عملية مكافحة الإرهاب  الدولي ضد البلدان الرافضة لأمريكا (بلدات ـ إيزكوييف).
والسؤال الذي يطرح نفسه: هل تصريحات كسيانوف وإيفانوف هي تعبير عن رأي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أم رأيهم الخاص؟ وهل تستطيع روسيا  اليوم في وضعها الحالي السياسي والعسكري والاقتصادي أن ترفض وتقاوم المشروع الأمريكي؟!
لقد تغير العالم بعد عملية اغتيال الاتحاد السوفييتي في عام 1991، وأصبحت الولايات المتحدة الأمريكية هي القطب الوحشي العالمي، وهي تقوم بمهمة الدرك الدولي، وغدت اليوم الأداة الرئيسية لتنفيذ مشروع الحكومة العالمية الهادف إلى تقسيم الدول وتفتيتها وفرض الهيمنة  الأمريكية عليها، ومن أجل إقامة ما يسمى بـ «النظام العالمي الأمريكي الجديد».
إن سياسة أمريكا اليوم في ظل ما يسمى بالعولمة المتوحشة هي  أبعد من أن تكون سياسة تقويض هذا النظام أو ذاك، فهذا سيكون تحصيل حاصل  لها، إنها تسعى إلى تحويل العالم إلى إقطاعية كبرى خاصة بها وتحويل الشعوب إلى عبيد لها لضمان واستقرار عيش مؤمن «للمليار الذهبي» إنها سياسة تهدف إلى تحويل العالم كله لأن يكون بقرة حلوباً مطيعة ومنفذة لها. فماذا سيشاهد فقراء العالم بعد 10، 20، 50 سنة قادمة في ظل هيمنة القطب الواحد؟.
إن سياسة أمريكا اليوم هي سياسة انتحارية لها وللعالم أجمع ولا يمكن أن تتحمل الشعوب هذه السياسة الظالمة واللامعقولة، وأن سياسة «إسقاط» هذا النظام آو ذاك هي مهمة الشعوب لا مهمة أمريكا ومؤسساتها العسكرية والمخابراتية  A.C.I .

معلومات إضافية

العدد رقم:
169