التظاهرات استقبلتهم في سيؤول وطوكيو: بوش: عدو الشعوب قاطبة

بوش الابن (رجل) العالم:  كاوبوي أمريكي في إطلاق التهديد والوعيد.. وعنوان للفضائح والفساد والـ..
على الرغم من الانتقادات الكثيرة التي وجهت إليه غداة خطابه سيئ الصيت في يوم الاتحاد صعّد الرئيس الأمريكي جورج بوش بالأسلوب الاستعراضي لدى شخصية الكاوبوي الأمريكي من نبرة إطلاق التهديد والوعيد لمن وصفهم بالدول الساعية لامتلاك أسلحة الدمار الشامل وتحديداً العراق وإيران وكوريا الديمقراطية التي تشكل، بحسب رأي بوش، محور الشر وذلك عشية انطلاقه في جولة آسيوية حملته إلى اليابان وكورية الجنوبية والصين..

وبطبيعة الحال فإن الأبعاد الاقتصادية عن جولة بوش لا تغيب عن العين. ففي طوكيو تشدق بوش بالحديث عن ضرورة إجراء الإصلاحات الاقتصادية الداخلية واصفاً جونتشيرو كويزومي رئيس الوزراء الياباني بعنجهية تتجاوز كل البروتوكولات بأنه إصلاحي عظيم وكأنه يمنحه البركة والثناء.. ولكن بوش يهتم حقيقة على سبيل المثال بتهدئة مخاوف الشركات الأمريكية الصانعة للسيارات من الحرب التي تدور رحاها منذ سنوات بين البلدين، والتي قد تستعر بينهما من جديد مع التحولات الجارية على الين الياباني، واحتمال إغراق السوق الأمريكية بالمزيد من المركبات اليابانية المنافسة إلى جانب التنافس في سوق الإلكترونيات…
وفي كوريا الجنوبية لا تختلف مخاوف بوش الاقتصادية والسياسية والعسكرية الأمريكية مع حليف عريق في وسط آسيا وشرقها حيث سيشجع بوش على المزيد من عمليات الخصخصة وتوسيع الطريق أمام الشركات الأمريكية العملاقة لشراء الشركات الكورية الجنوبية الكبرى، كما هي الحال مثلاً مع شركة فورد الأمريكية، ودايوو الكورية لصناعة السيارات…
أما في الصين فتتمثل مخاوف بوش فيما يبدو في استمرار تحييد بكين بخصوص مختلف المسائل الدولية عبر العزف على وتر استكمال أفضل الشروط لعضوية العملاق الاقتصادي الصيني في منظمة التجارة العالمية، ولن يغيب عن بوش هنا بالطبع العزف على وتر حقوق الإنسان وما ينسب اجتزاءً إلى سجل بكين في ذلك…
وكغلاف لكل ذلك واستكمالاً له عمل بوش، الذي نسي أن بلاده تعد أكبر منتج ومسوق ومستخدم لأسلحة الدمار الشامل والأسلحة التقليدية على حد سواء، والذي يريد الالتفاف على المعارضة الدولية حتى في أوربا وروسيا لضرب العراق مثلاً ضمن سيناريو التهويش الأمريكي القائل بكونه الهدف اللاحق بعد أفغانستان، عمل على تحديد الخطوط العريضة لجولته الهادفة أيضاً إلى اجتذاب أنصار جدد في سعيه لتوسيع حربه المعلنة ضد ما يسميه الإرهاب، متوعداً «بعمل فعال ضد الدول التي تطور أسلحة الدمار الشامل وتعمل على بيعها للمنظمات الإرهابية» في تصرف يشكل بحسب رأيه «واحدة من أخطر الأمور التي يمكن أن تحدث لبلاده وحلفائها»…
غير أن استعراضات بوش لم تجده شيئاً فيما يبدو على المستوى الشعبي المدرك لحقيقة الألاعيب الأمريكية حيث استقبلته المظاهرات في طوكيو بخصوص تجاهل واشنطن لاتفاق كيوتو لعام 1997 الخاص بمعالجة ظاهرة الانحباس الحراري المسؤولة عن ارتفاع نسب التلوث، وبالتالي درجات الحرارة على سطح الكوكب في حين بدأت التظاهرات العارمة تسير في شوارع سيؤول حالما وطأت قدما بوش سلم طائرته مغادراً واشنطن..
وعلى امتداد أيام كاملة كانت لافتات المتظاهرين وشعاراتهم ولوحاتهم وأقنعتهم التهكمية تقول: بوش عدو الشعوب قاطبة/ بوش محور الشر/ لا لبوش: الإرهابي الأكبر…

معلومات إضافية

العدد رقم:
169